الحل في البيت الخليجي

لا تسير الحياة على الأرضِ بودٍّ دائمٍ أبداً، إنّما تتخلّلها النّزاعات والصراعات وتحدث فيها الخلافات؛ حيث يُعدُّ الاختلافُ بين النّاس سُنةً سنّها الله في كونه، حين قال تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ، إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ).
منذ بدء الأزمة ونحن لم نشهد اجتماعا لحكام دول مجلس التعاون الخليجي حول أزمة أبرز نتائجها (الصراع والنزاع بين الشعب) والوصول إلى طريق مسدود من قبل وزراء الخارجية لدول الحصار، وإقحام الدين في السياسة حتى وصلنا إلى مصطلح علمنة الخليج بنظر إحدى الدول،، بل لا يمكن لنا ان نحدد ما هي مجريات الأزمة مستقبلا ولكن ما نشهده حاليا هو تفاقمها وتصعيدها دون أدلة أو براهين تثبت إدانة قطر فيها، بالرغم من إصرار دول الحصار على موقفهم المعادي لقطر في إصرار على إخضاع قطر لما يريدون، والا لن يكون هناك حوار متبادل ينهي الأزمة، ولكن ماذا لو اجتمع حكام الخليج على كلمة واحدة واتفاق مشترك بين الأطراف واللجوء لفض المنازعات، والتي تعتبر الوسيلة الأنجع لحل كافه مجريات هذه الأزمة، ووضع حلول تحد من تفاقمها؟ هل سنحتاج إلى الوساطة الخارجية وتدخل المجتمع الدولي في أزمة الخليج؟ وهل سنرى الحرب الاعلامية والكلامية التي تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي حتى وصلت إلى ما وصلت اليه الآن من فبركة معلومات وتلفيق التهم لقطر والإصرار على إدانتها دون وجه حق؟
ما نراه الآن هي أزمة لا محتوى ولا مضمون يوضح لنا أسباب قيامها، ما نراه الهدف منه زعزعة البيت الخليجي وجعلهم يحاربون بعضهم البعض دون الانتباه إلى خطورتها مستقبلا، والجدير بالذكر ان هذه اللعبة ما هي الا تغيير لاستراتيجيات البيت الخليجي، وعلى الخليج أن يتقبلها، ويتجاهل محركي هذه الأزمة، هل هذه الأزمة تحتاج مثل هذه التعقيدات غير المرغوبة؟ فقد كان بإمكان حكام الخليج ان يجدوا لها الحلول فيما بينهم ويضعوا ما هو مشروط لكل دولة، وكان بإمكانهم أن يجعلوا من الأزمة مجرد سحابة صيف وتنجلي.


تم عمل هذا الموقع بواسطة