أمن الخليج

 

غزا صدام حسين الكويت1990 وذلك بقرار من الولايات المتحده التي لم توضح موافقتها للغزو الا بالمراوغه والحيلة ، فكانت النتيجة هي استنكار الولايات المتحده لهذا الغزو ووقفت جنبا الى جنب مع الكويت ، وان هدف الولايات المتحده من هذا الغزو هو استنزاف العراق اكثر فأكثر مما جعلها تنهار بعام 2003 تحت الغزو الامريكي، كثيرا ما تتشابه السيناريوهات في القرن الواحد والعشرين، ومنها الوقت الحالي منذ قطع العلاقات مع قطر لم تكتفي دول الحصار بسحب سفرائها وانما طوقت قطر تحت مسمى الحصار ، والوصول لحل يخضع قطر لسلطتهم.

فكان الاحتمال الاكبر الذي اتفق عليه المحليين السياسيين ان الغزو العسكري هو الذي سينهي الخلافات بين الدول الاربع وقطر حيث انهم وضعوا هدفين لما تطمح اليه السعودية اولها : أن تتحول قطر إلى علاقة خاضعة مع السعودية، الثانيه، يتطلع السعوديون إلى الاحتياطيات القطرية الضخمة من النقد، فهم يريدون تلك الاحتياطيات، ويبدو أنهم عاقدو العزم على أن يسيطروا على قيادة قطر.

ولكن السؤال الذي لابد ان يطرح هل يحق للسعودية ان تتخذ كمثل هذا القرار؟ ولماذا تم التراجع والاعتماد على الحرب الاعلامية ؟ الجدير بالذكر أن منطقة الخليج ليست في القرن العشرين تطورت السياسات مع تطور الدول واصبح هناك منظمات تدير بعض القوانين التي لا يحق لاي دولة اختراقها ، بل ان مسأله الحرب اصبحت اكثر تعقيدا مما كانت عليه ، ومن جانب اخر التحالفات الدولية والاقليمية لن تسمح بالتدخل في قطر والاضرار بها ، وهذا ما جعل السعودية تأخذ حذرها خاصه ان منظمه مجلس التعاون الخليجي تقع تحت مظلة (أمن الخليج)التي تبناها الرئيس السابق للولايات المتحده جيمي كارتر وتدعى بعقيدة كارتر ، فمصالح الولايات المتحدة في الخليج مشتركة يصعب على امريكا ان تقف مع دول وتتجاهل الاخر ،خاصه ان احدى اهم البنود التي وضعت في عقيدة كارتر ان أي دوله تمس منطقة الخليج فلن يقابلها الا التدخل العسكري ، فكيف لامريكا تتدخل عسكريا وهي من وضعت سياسه الامن ؟

لذلك نجد ان الولايات المتحدة تتراجع للوراء لان في حال تضارب المصالح فلن تستطيع اداره ترامب بالتحكم بمنطقة الخليج مما سيؤدي الى تأزم الوضع والنتيجة لن تكون مرضية لا لمنطقة الخليج ولا للقوة الاقليمية وحتى على الصعيد الدولي، وعليه نجد الخاسر الاكبر في الخليج هي الدول الثلاث حيث انها وضعت خطط دون ان تدرس الوضع الراهن والقائم على مبادئ القانون الدولي. فما كان لهذه الدول الا ان تأخذ موقف التابع وتتلقى الاوامر من السلطات العليا لتخرج من الازمة دون ان تضر احد فتنقلب ضدهم.

تم عمل هذا الموقع بواسطة