ازمة بين ماضيا وحاضر

 

تشابهت العناوين والمحتويات اختلفت وتغيرت الصيغ عبر الزمن من ازمة كانت تشكل خطرا على أمن الخليج من قبل القوى الخارجية الى ازمة حاضرة شكلتها دول خليجية وجعلت الخطر يحوم بينهم ومهدت للقوى الخارجية السبيل للوصول داخل اعماق الخليج.

 ازمة الماضي جعلت الخليج يصبح قوة ردع للأطماع الخارجية واصبحت بأعينهم المنطقة الاهم في الشرق الاوسط  بنظر نيكسون حين قال: ( أن منطقة كانت ذات يوم تنعم الى حد كبير بخيال رومانتيكي، اصبحت الان تمسك مصير العالم بذراعيها او برمالها بتعبير ادق) ، وان الخليج تعتبر القوة المسيطرة والمحكمة في شرايين الحياة في العالم الغربي ويمكن لها ان تخنق الغرب الى ان تموت ، هذا الخليج ماضيا عندما سعت بفضل اتحاد الدول الخليجية الى ربط وحدتها بشعار دول مجلس التعاون الخليجي واحتواء ارضها من أي عدوان خارجي، حتى وان تطلّع العدو الى احدى زوايا مناطق الخليج فالتصدي لها كان امر واجب على كل الدولة الخليجية ،  والازمة الماضية طبقت دورسا في معنى التلاحم الخليجي بل وجهت خطابها  للغرب أن مهما كانت القوى الاقليمية في صراع مستمر ينازع بعضهم البعض الا ان الخليج باقي في وحدته رافعا شعار التعاون فوق سماءه ، ولكن هذا بالماضي عندما كانوا!! ، بينما الحاضر تغير مسمى  أمن الخليج الماضي  الى حاضر الخليج المخيف ، بمعنى أن احداث الازمة الحالية وتداعيتها مستقبلا لن تكون في صالح منطقة الخليج في هذه المرة، وما يدل على ذلك هو انهم فتحوا المجال لتدخل الصراع الاقليمي داخل النطاق الخليجي وكسر سياسه الاحتواء في منطقتها ، والجدير بالذكر أن الرؤية الغربية لمنطقه الخليج لا زالت مستمرة بالماضي والحاضر، ولكن المتغير هنا هي الاستراتيجية الخليجية حيث انها اثبتت في هذه  الازمة عدم صمودها أمام من يتربص عليها على الصعيد الاقليمي والدولي بل اتجهت الى جعل احدى الدول المعادية للخليج والعالم العربي جزء لا يتجزاء من سياستهم، وكونت العلاقات التي كنا نخشاها بالماضي بغرض التعاون الاقتصادي ، وسمحت للجميع من افراد وجماعات الحديث عن ازمة من المفترض ان تكون بين حكام لا غيرهم ، ازمة الحاضر لا تعلم ماهي العقبات التي تواجهها مستقبلا؟ ولم تضع أي خطط اصلاحية في حال وجود اصلاح بين الاطراف؟ ولا زالنا نردد اين السبيل الى الاصلاح ؟

تم عمل هذا الموقع بواسطة