دولة التعاسة.. انتهاكات بلا حدود

خلف مسميات السعادة التي تلقيها الإمارات في خطاباتها أمام الجميع وصورتها التي توضح للعالم أن الإمارات ما هي إلا دولة تغطي نفسها بمعاني الألفة والتسامح الأخوي والتعاون المتبادل مع الدول المجاورة، كنا نسمع عنها الكثير حتى كدنا أن نقول بأنها فعلاً دول السعادة في منطقة الخليج، ولكن مهلاً هذه فقط ترونها في خطاباتهم بوسائل الإعلام وفوق المنابر، ولكن سنشير إلى ما قاله جلال خوالده: «المخادع فقط يستطيع أن يكون ذا وجهين والأغبياء يصدقونه والمجرمون يصفقون له»، ومهما قدمت الإمارات نفسها على أنها إمارة التسامح في المنطقة، فإن الصحف الأجنبية كشفت عن الحقيقة، التي هي أقبح من ذلك بكثير، حقيقة تنم عن ازدراء لمبادئ حقوق الإنسان، فللإمارات باع طويل في مجال القمع والظلم والضيق برأي الشعب، وهل سمعتم بدولة «سعادة» تكلف أجهزتها الأمنية باعتقال وخطف وإخفاء قسري وتعذيب العديد من المواطنين؟
ولا يقتصر على المواطنين، بل اكتوى بنيرانها أبناء الجاليات العربية والمواطنين الخليجيين أيضاً.
ويا دولة السعادة هل يعقل أن تسني قانون مكافحة الإرهاب ومكافحة جرائم تقنية المعلومات وتأتي المنظمات الحقوقية وتصف هذه القوانين بأنها من أسوأ القوانين في العصر الحديث؟
لقد تصاعدت انتهاكات الإمارات وصولاً إلى الصعيد الإقليمي بعدما تفننت بانتهاك المواطنين، وتم الكشف على السجون الخارجية التي تدار من قبل الإمارات في كل من إرتيريا وليبيا واليمن، وارتكبت أبشع الجرائم والانتهاكات غير القانونية والمعادية لحقوق الإنسان من خلال تجويع السجناء واستخدام كل أساليب التعذيب الجسدي والنفسي لكسر إرادتهم مثل هذا التعذيب غالباً ما نراها في سجن غوانتنامو، ولكن سجون الإمارات قامت بتطبيقها حتى سميت بـ(غوانتنامو العرب)، وقد وصلت هذه الانتهاكات إلى تهديد الصحفيين واعتقالهم وتعريض أهاليهم للخطر الحقيقي سواء مواطنون أو وافدون، وفرضت كل القيود على أشكال التعبير وتكوين الجمعيات، بل هناك قانون يحظر استخدام الشبكات الافتراضية الشخصية، وكل حساب بلا شك يدار من قبل السلطة العليا.
لا حقوق ولا حريات ولا تعاطف مع الشعب ولا حتى السلام الذي تدعيه الإمارات وأنها تمثل دول السعادة.
السعادة مصطلح يناقض ما تفعله الإمارات لذلك يفضل أن تضع مصطلح دولة التعاسة بعد انتهاكاتهم اللامحدودة وتزييف الحقائق وتضليلها وإخفاء تاريخهم الدموي.. من نتائج الأزمة الخليجية أنها كشفت الحقائق وجعلتها على مرأى من العالم.. ويؤسفني أن أقول إن الإمارات ليست إلا دولة تحاول بث سمومها على الخليج والعالم العربي والشرق الأوسط.. والذي قال لماذا قطر لا تنشر الفرحة في وجه الناس، يجب عليه أن يطبقها على شعبه الذي رسمت على أوجههم التعاسة بعد نهب وسلب أبسط حقوقهم.

تم عمل هذا الموقع بواسطة