كيف فسر ثراسيماخس الرجل العادل والرجل الظالم ؟

 

 وجهه هذا الفيلسوف صورة للرجل العادل على انه اسوء حظا من الرجل الظالم ودائما ما يكون الرجل العادل نصيبه اقل من الظالم لانه يكرس حياته لاجل العداله وقيامها في دولته ولا ياخذ شيئا من النصيب المتبقي بينما الرجل الظالم لا يعترف بالعداله ولا بالعدل في الدولة ومصلحته فوق كل شي ، وعندما تستند اليه وظيفه السلطان فمصالح العادل الخاصه تتأخر وتختل لانه لا يستطيع ان يوجه عنايته لها وسيظل تحت مسمى العداله ومبادئه تحرم عليه ان ينتفع ويستخدم اموال الدولة العامة .

بينما الرجل الظالم يجعل العداله اخر مبادئ قيام الدولة ويقدم مصلحته فوق مصلحه الجميع ويسعى الى وضع انظمه ترضي ضميرة حتى ولو كلف الامر قتل الشعب او نهنبهم او حتى اعتقالهم ، من هذا المنطلق ومن فلسفه الفيلسوف ثراسيماخس نخلص الاتي :

في دولة ما سعت الى تطبيق ما ورد اعلاه من الجانب الثاني أي بمعنى انها استخدم الرجل الظالم في فرض مبادئها وتغير انظمتها ووضع قوانين على دولة كانت قد وضعت لها شرعيه ثابته لا تتغير ، وتجعل من يفعل الخطئ اسعد حالا بينما الذين يقع عليهم الخطئ هم اشد بؤسا لانه لا يمكن معاملتهم بالمثل ، نظام هذه الدوله استبداد يبدأ بجمله وليس بدرجات صغيرة ، وبمصادرة ملك الاخرين غصبا او احتيالا سواء كان الملك مقدسا او مدنسا عاما او خاصا والمخالفات التي يرتكبها اشخاص يكشفون امرهم ويتعرضون للعقاب وتحلق بهم الفضيحه ( ما نشهده الان في الساحه الخليجيه) وغالبا ما يطلق عليهم من رأي الفيلسوف بأنهم (كفرة ولصوص وقطاع طرق) أما اذا اغتصب النظام املاك زملائه والمواطنين واسرهم واستعبدهم فأن الناس لا تنعت صاحب النظام بهذه الصفه المخدشه للشرف وانما هو بالنسبة لهم بالسعيد المحظوظ وليس فقط بين اهل مدينته بل عند الاخرين (الغرب)

ونشير الى ما قاله الفيلسوف ثراسيماخس ( ان الذين يستهجنون الظلم لا يخشون ارتكابه وانما التعرض له فالظلم اذا تحقق على مقياس مناسب كان اقوى واكثر سخاء وارفع شأنا من العدالة واذا كانت العداله في مصلحه الاقوى فأن الظلم اكثر فائدة وخيرا لصاحبه )

تم عمل هذا الموقع بواسطة