لكل مدينة صفات ومميزات تختلف عن المدن الأخرى فهناك المدينة الحديثة ذات الطابع الحضاري النهضوي، وهناك المدينة الحاقدة، ومدينة تنظر إلى نفسها على انها سيدة المدن، وهناك المدينة التابعة. وهنا نتساءل كيف للمدن ان تتنازع تحت مظلة واحدة؟ الجدير بالذكر، عندما تصبح المدينة الحديثة اكثر تطورا وتقدما وتنظر إلى النهضة كمستقبل لمدينتها هنا ستجد من يعاديها ويترقب لها أن تخطئ بل ان المدن المجاورة دائما ما تنظر اليها بنظرة الحقد والحسد والبغضاء حتى وان كانت هذه المدن تشكل معنى التعاون والاتحاد في المظلة الواحدة، خاصة ان المدينة الحديثة استطاعت في الآونة الاخيرة ان تجمع بين الجانب المادي والروحي ووازنت بينهما، هذا ما لم تدركه باقي المدن في كيفية ربط الجانب المادي والروحي بل انهم اعتمدوا على الجانب المادي حتى طغى واصبحت القوة الروحية في الدرك الاسفل، وعليه نجد أن المدينة الحاقدة تسعى لاسقاط المدينة الحديثة بأي شكل من الاشكال وهذا يدل على ان مصطلح التعاون غير موجود في المظلة الموحدة، وتثبت لنا المدينة الحاقدة مدى حرصها لاسقاط المدينه الحديثة ولكن هل استجابت المدينة الحديثة؟ بالطبع لا لانها اثبتت لنا يوما بعد يوم انها المدينة الحديثة فعلا والتي تنظر إلى الأعلى ولا تبالي لما يحدث بالاسفل، وتنظر إلى مستقبلها المشرق دون الالتفات إلى مدنهم، أما بالنسبة للمدينة التي دائما ما تدعي بأنها سيدة المدن وتوهم نفسها انها الامبراطورية التي ستقود المدن الاخريات، وتسعى إلى انتهاج سياسات عدائية مع المدن خارج المظلة الموحدة حتى تصبح المدينة الاكثر قوة في المظلة، هنا لا يمكن لها ان تصل إلى الاحلام التي خططت لها الا اذا وقفت بجانب المدينة الحاقدة ضد المدينة الحديثة لتقويضها، ولكن منطقيا لن تصل هاتان المدينتان إلى مبتغاهما لانهما اجتمعتا على الشر ضد الخير ودائما الشر يعتبر ورقة ضعيفة ترى هزيمتها عندما يعم الخير، لذلك نجد ان هاتين المدينتين سرعان ما تتراجعان إلى الخلف وتريان بأنهما اخطأتا وتسعيان إلى تصحيح اخطائهما ولكن كيف لهما ان يصححا اخطاءهما وهما حفرا لانفسهما حفرة ووقعتا فيها ومن الصعب ان تنجوا منها. وختاما هذه المدن تعتبر من اهم المدن التي تعيش تحت مظلة واحدة وسقف واحد ومجتمع واحد ولكن عندما تتضارب المصالح بين المدن فالمظلة تسقط، والسقف ينهار، والمجتمع يتفرق.