06 Nov
06Nov

المقدمة

بدأت القارة الهندية تشهد تحولات ومتغيرات سياسية واقتصادية في القرن العشرين بعد اعقاب الحربين العالميتين، بدأت بريطانيا باستغلال الجيش الهندي للمشاركة في بعض مراحل الحرب العالمية الأولى ولكن ما كانت تطمح اليه الهند هو الاستقلال والحرية والتخلص من الاستعمار والاضطهاد والسير على مبدأ حق تقرير المصير، يناقش هذا البحث أهمية الحرب العالمية الأولى في بروز قوة الحزبين المؤتمر والرابطة الإسلامية ضد الاستعمار البريطاني، بالأخص حزب المؤتمر الذي سار على سياسة العصيان وسياسة المقاطعة ثم ننظر إلى الحرب العالمية الأولى كيف تمكنت من جعل الهند شبه متحررة قيود الاستعمار؟ ليأتي الحرب العالمية الثانية وتفك هذه القيود من خلال قيام بريطانيا بتقسيم الهند إلى دولة الهندوستان والباكستان لذلك لا بد من طرح إشكالية واضحة وهي كيف أثرت الحرب العالمية الأولى والثانية على استقلال الهند ومطالبة الشعب بحق تقرير المصير؟  ودور كل من الحزبين المؤتمر الهندي الوطني والرابطة الإسلامية في قياده الهند نحو التقسيم والاستقلال الذاتي.

موضوع البحث 

عندما نشبت الحرب العالمية الأولى سنه 1914 كانت الأوضاع بالنسبة للهند هادئة جدا ولكن مع بداية الحرب العالمية الأولى جعلت بريطانيا الشعوب المستعمرة تشارك معها في بعض مراحلها والسبب في ذلك أن بريطانيا تدرك بأنها بحاجه إلى الجندي الهندي في خوض هذه الحرب ونرى أن أوضاع الجنود الهندية في الحرب أن بريطانيا استخدمت هذه القوات في منطقه قناة السويس والشرق الأوسط والحملات الإفريقية وكان الهدف الأساسي لمشاركة القوات الهندية في هذه الميادين أن بريطانيا وعدتهم بإنقاذهم من العدو الألماني وبهذه الوعود خدعت بريطانيا الهنود واستطاعت أن تسوق إلى ساحات الوغى المئات من الهنادكة والمسلمين ويكفي بأنها جندت من البنجاب 400,000مقاتل بالإضافة إلى استغلالها لموارد الهند , واحتمل الهنود وصبروا على أمل الانتصار في الحرب الذي سوف يحقق لهم الآمال في الحرية والاستقلال , لم تكتفي بريطانيا في تجنيد الهنود وسلب ثرواتهم بل قامت الحكومة البريطانية بفرض قانون يسمى قانون الدفاع عن الهند التي تمكن الحكومة من اتخاذ ما تراه من إجراء لضمان الهدوء واستتباب النظام ,حتى وان ربحت بريطانيا وحلفاءها في الحرب بفضل الهنود فان الهنود لم يخسروا بل كانت إرباحهم عظيمة فقد كان للحرب نتائج ذات اثر بعيد على تقرير مصير بلادهم وأدركوا الهنود إن الحق لا يؤخذ إلا بالقوة وان الوعود مجرد تمائم لا تنفع بعد انقضاء الحاجة وأيضا أهم نتيجة توصلوا أليها الهنود أنهم عادوا وهم يحملون أفكارا تختلف عن الأفكار التي كانوا يعتنقونها قبل الحرب فقد عادوا وهم يحملون أفكار عن الديمقراطية والمبادئ الجمهورية لذلك أعلن زعماء الحركة الوطنية انه لا بد من الاتفاق على المسائل السياسية وقد تأثر الشعب الهندي بالنقاط الأربعة التي طرحها رئيس الولايات المتحدة ويلسون وخاصة مبدأ حق تقرير المصير ,وبدأت الهند بمطالبة بالحكم الذاتي بعد ضعف السيطرة الاستعمارية في آسيا وخاصة الهند واشتد إلحاح الشعب بمطالبة بالحكم الذاتي .

 كانت ردت فعل بريطانيا نحو الهند هو  تغير تغيرا كبيرا وأصبح السياسيون الانجليز يؤمنون بأنه لا بد من إدخال المسؤولية لدى الشعب الهندي في أمور بعينها وأصدرت الحكومة البريطانية عام 1917 تصريحا لوضع أسس السياسة المتعلقة بالهند على أن الهند تطور تدريجيا لنظم الحكم الذاتي إلا أنها جزء من الإمبراطورية الانجليزية لذلك لم يلق تأييد الشعب الهندي حول هذا التصريح ولكن بريطانيا اتخذت خطوات فعلية تدل على هذا التطور الذاتي حيث دعيت الهند إلى حضور جلسات المؤتمرات الإمبراطورية , ولكن بعد انتهاء الحرب 1919 لم يكن الشعب راضي بالرغم من حصولهم على بعض الحقوق لذلك شهدت بعض مناطق الهندي اضطرابات دامية كانت في بنجاب, لاهور , دلهي 1919 وكانت نتيجة هذه الاضطرابات هو انتشار الحركة الوطنية التي تبناها غاندي وانتشرت على طول البلاد وعرضها فقامت بريطانيا بتباع أساليب العنف ولكن كانت نتيجة العنف أن الثورة الشعبية ازدادت غضبا مما حول الحركة إلى حركة وطنية عظمى مما جعل بريطانيا تقوم بإدخال تعديلات مثل إدخال تعديل على صلاحيات وزير الهند ومجلس الهند وإدخال وظيفة جديدة باسم مفوض الهند مركزه لندن وتوسيع صلاحيات حكام الولايات الانجليزية وكانت نتيجة هذه الاضطرابات وإدخال الإصلاحيات هو تولي المهاتما غاندي للحركة الوطنية وبدا يدعوه إلى حركة عدم التعاون لأنه يدرك أن سلطان البريطانيين بالهند يقوم على تعاون جميع أهلها فان سحب ذلك التعاون لابد إن يفضى بالضرورة إلى انهيار تلك الحكومة وكان هدف غاندي في عدم التعاون هو أيقاظ الوعي الشعبي من رقاده وحث الشعب على العمل لبناء الوطن وعندما انتهي غاندي من سياسة عدم التعاون اتجه إلى سياسة المقاطعة إي مقاطعه كل شي انجليزي. 

 

والامتناع عن الالتحاق بالمدارس الانجليزية والمحاكم والوظائف فاستقال كثير من الموظفين من وظائفهم وترك التلاميذ المدارس فإنشاء الحزب لهم مدرسه وطنية ,وكانت ابرز إعمال غاندي لحركة عدم التعاون أنها مرت بثلاث مراحل أهمها :مرحلة تحالفه مع الزعماء المطالبين بالمحافظة على الخلافة ومرحلة حركه العصيان المدني ومرحلة رفع الشعار (اخرجوا من الهند) واستطاع عنادي من خلال هذا الشعار أن يحقق النصر لبلاده , أما بريطانيا فكانت تحاول أن تحكم سيطرتها على الهند إلا أن حركه الوطنية قد تقدمت تقدما متواصلا وبدا تنهيد الجيش ونفذت خطه جعل الضباط جميعا من الهنود في عدد من الفرق العسكرية وأنشئت بحرية ملكية هندية سنه 1924 وشرع في إنشاء قوة جوية ,هذا في الميدان العسكري.

 


 أما في الميدان الإداري للمدينة نجد أن بعد أعقاب الحرب العالمية الأولى وصل العديد من الهنود إلى المناصب السياسية والإدارية والمناصب الكبرى بعد أن كان عدد الهنود في هيئات الخدمات العليا مثل هيئه البوليس الهندي وكان ضئيلا جدا لان الامتحان لهده المناصب منذ نهاية القرن 20 تعقد في انجلترا ولكن بعد الحرب أصبح الامتحان لشغل هذه المناصب يعقد في الهند ذاتها ووصل من يمثلون الهند في الحكومة المركزية بعد الحرب إلى 50 بالمئة , من ابرز نتائج صعود الهنود للتمسك بالميدان العسكري والإداري أن الإدارة البريطانية بدأت تتراجع في فتره ما بين الحربين وأصبحت تحل محلها الإدارة الهندية [4] 

 

 بعد أعقاب الحرب العالمية الأولى أصبحت الهند شبه متحررة من قيود الإمبراطورية البريطانية خاصة بعد تمسكها بالميدان العسكري والإداري واعتلاء الهنود إلى اعلي المناصب فجاءت الحرب العالمية الثانية كحلقة وصل للحرب العالمية الأولى , فعندما نشبت الحرب العالمية الثانية 1939 كحرب أوروبية كان موقف الهند قد أصبح في صالحها وكانت حكومات المؤتمر تشغل الحكم في الأقاليم الهندية نتيجة الحقوق التي اكتسبها الهنود بناء على دستور سنه 1935 وازدهار الحركة الوطنية وإنشاء حكومة فدرالية.[5] 

 

 كان موقف بريطانيا أنها أدركت عبث تمسكها بالسيطرة على الهند ولذا عملت على كسب الهند إلى جانبها خلال مده الحرب وحتى لا تسبب لنفسها مشكلة تشغلها فترة الحرب ولذا عرضت على الهنود بواسطة مندوبها السير ستارفورد كربس مركز الدومينون المستقل تماما مع تقيده ببعض قيود مؤقتة لفترة الحرب ولكن حتى هذا الخطة فشلت بسبب تدخل السلطات المدنية وبسبب الحاكم العام اللورد لنلتجو وظلت الحركة الوطنية تحت زعامة حزب المؤتمر في مسيرتها خلال الحرب العالمية الثانية وأدركت بريطانيا مع نهاية الحرب إلا فائدة من المماطلة والتمسك بالوجود الزائف في الهند. ولذلك قبل أن تضع الحرب أوزارها حتى أعلنت بريطانيا وتحت ضغط أمريكا أنها تريد منح الهند استقلالها وقامت سنه 1946 بإرسال وفد لدراسة كيفية نقل السلطات الانجليزية إلى الهنود , كانت ابرز نتائج الحرب العالمية الثانية للهند هو استقلال الهند وتقسيمها , أرادت بريطانيا أن تسلم البلاد لحزب المؤتمر ولكن أعلن السيد محمد علي جناح أن حزب الرابطة الإسلامية يرفض أي اتحاد هندي ويصر على وحده إسلامية مستقلة ولكنها أدركت أن هذا الحزب لم يكن يمثل كل البلاد ولهذا اتجهت بريطانيا إلى تقسيم البلاد إلى دولتين هندوسية ودوله إسلامية (باكستانية ) إلى جانب بعض الإمارات الوطنية ومن هنا ظهرت سياسة التقسيم [6], قبل أن ننظر إلى سياسة التقسيم لا بد أن نتطرق إلى الحزبين حزب الرابطة الإسلامية بزعامة محمد على جناح وحزب المؤتمر بزعامة المهاتما غاندي:

 

 


  


   

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة