08 Nov
08Nov

المقدمة:

أن تكون أمنا يعني ان تكون سليما من الاذى ولكن لا يمكن أن يكون أمن بالكامل فالحوادث ممكنه والمواد قد تصبح شحيحة، وقد يفقد الناس عملهم بسبب التهديدات الخارجية والتي تصل نتيجتها الى حروب وخيمة تتحملها الدولة طيلة السنوات القادمة ، ولكن الأكيد هو الحاجة الى الإحساس بالأمن قيمة إنسانية وشرطا مسبقا لنتمكن من العيش بشكل محترم. ما يعيق الامن هو عكسه تماما وهو التهديد الذي اصبح مصدر خوف للعالم لا الدولة ذاتها اذ ان التهديد اصبح اكثر شيوعا مما جعل مصطلح الامن متعدد في ظل التغيرات التي طرأت على العالم، وبناء على ما ورد اعلاه سوف نسلط الضوء على علاقه الامن بالتهديد ونركز على مدى تأثير الامن بالتهديد وكيف اصبح التهديد اقوى من الامن في المجتمع الدولي .

  • تعريف المفاهيم:
  • الامن:

اختلف العلماء حول مفهوم الامن نظرا للتغيرات التي تطرأ على المجتمع الدولي، وعليه سوف أسلط الضوء على اهم ما ورد عن مفهوم الامن.

 فمفهوم الامن في الموسوعة السياسية: الامن القومي هو ما تقوم به الدول للحفاظ على سلامة الدولة من التهديدات سواء على الصعيد الخارجي او الداخلي والتي تؤدي في نهاية المطاف الى وقوعها تحت سلطه اجنبية نتيجة ضغوط خارجية او انهيار داخلي)

 أشار والتر ليبمان: (ان الأمة تبقى على وضع أمن الى الحد الذي لا تكون فيه عرضه للتضحية بالقيم الأساسية إذا كانت ترغب بتفادي وقوع الحرب وتبقى قادرة على صون هذه القيم عن طريق انتصارها في حرب كهذه).

 

تعريف دائرة المعارف البريطانية:" الامن هو حماية الدولة من السيطرة عليها بواسطة قوى اجنبية" 

 

 

التهديد هو حالة من القلق اتجاه مجموعة من المشاكل المباشرة، بحيث يتميز بمائلي:

 

 يرتبط بإدراك صانعي القرار والفاعلين السياسيين، يرتبط بمبدأ السببية، بمعنى أن لكل تهديد سبب يحدثه متفاعل ومتداخل وقد يساهم في ظهور تهديدات أخرى.

 


  التهديد يحل ولايدار على غرار النزاع الذي يدار، يمكن أن يتعقد التهديد لكن لا يتلاشى.

 

أشار احمد فريجه الى ان التهديد "هو مصطلح التحذير والوعيد وسعي طرف ما للتسبب بالشر والاذى"

 

 


 الأمن جاء ليحمي الدولة من اعتداءات خارجية وداخلية بينما التهديد جاء ليقضي على مفهوم الامن وكما ذكرنا سابقا غرض التهديد هو السيطرة على المنطقة بذريعة الاعتداء عليها، والجدير بالذكر هناك تهديدات متعددة ومتنوعه على جميع الأصعدة منها التهديدات السياسية والتي تستهدف القطاع السياسي حيث ان هذه التهديدات تأخذ بعدين بعد داخلي يتعلق بالديمقراطية والنشاطات المناهضة للدولة والبعد الخارجي والذي يتعلق بمدى تأثير النظام الدولي على الدولة كوحده سياسية .

 

 أما على الصعيد الاجتماعي فهناك تهديدات ذات طابع مجتمعي تستهدف التكامل الوحدوي الاجتماعي الثقافي، بينما على الصعيد البيئي فهناك تهديدات تستهدف القطاع البيئي والتي تعني ارتباطها بالنشاط الانساني للطبيعة والمتسبب في تدهورها هو الانسان. 

 

 دخل في مفهوم الامن العديد من التحولات والتي رافقتها بعد الحرب الباردة ، اذ ان هذا التحول في مفهوم الامن جاءت لنتيجة منطقية لتغير المشهد الدولي بشكل نوعي فقد اثرت المتغيرات التي صاحبت فترة ما بعد الحرب الباردة على مفهوم الامن من خلال اولا: تراجع الدور التقليدي للدول والذي نعني فيه  أنه لم يعد العمل والتأثير في السياسة العالمية حكرا على الدول القومية والسبب هو بروز ومزاحمة فواعل تفتقد للصبغة الدولاتية وتعمل خارج اطار السيادة وتنافس الدول على اداء وظائفها التقليدية كوظيفتي الدفاع والامن ، هناك نقطة أهم وهي بروز المؤسسات الامنية ذات مجال حركة عالمي ، وابرزها حلف الناتو الذي اصبح مؤسسه امنية ذات صبغه عالمية .

 
  • علاقة الامن والتهديد على الصعيد العسكري والغير عسكري:
 


ان احداث سبتمبر كانت الفرصة الذهبية للولايات المتحدة لصياغه استراتيجية جديده وهي استراتيجيات الهجمات الوقائية والتي يحق لواشنطن ان توجه ضربات عسكرية وقائية حسب وثيقه الامن القومي الامريكية لسنه 2002 ، وعندما ننظر الى الطبيعة المركبة للتهديدات الامنية في عالم ما بعد الحرب الباردة فان الصراع والتنافس ما بين القطبين خلقت نوعا من التجانس والانسجام ، بينما  للغرب كان عدوها الاتحاد السوفيتي بينما الشرق فعدوها الولايات المتحدة ، على الرغم من التهديدات والاخطار التي يمثلها كلا الطرفين الا ان تم بناء استراتيجيات الحرب الباردة والتي تميزت باحترام قواعد الردع النووي المتبادل.

 

 ان الوضع الجديد التي خلقتها الحرب الباردة جعل التهديدات الامنية متعددة الجهات بل ان القوة العسكرية وحدها لم تعد قادرة على مواجهه التهديدات خاصه التهديدات الارهابية لأنها اصبحت أكثر شمولية وتعتمدها جماعات منظمة عابرة للقوميات ومن ثم لم يعد بالمقدور التحكم فيها من خلال استخدام الوسائل العسكرية.

 


ذكر اورد هيلد واخرون في كتاب Globalization transformation ان هناك ست فرضيات سياسية حول تأثير العولمة في قضايا الامن التقليدية ومنها ان انتشار التقنيات العسكرية في جميع انحاء العالم تعني انه بينما يطور المجددون ويستخدمون حدودا فاصلة في الأسلحة المتطورة فان دولا تضطر للحصول على احدث المعلومات والانظمة او ان تدفع ثمن تخلفها في قوتها العسكرية وفي امنها ، بل ان العالم اصبح يمارس ثورة جديده في التكنولوجيا العسكرية MTR فتقنيات المعلومات تحول القدرات العسكرية الموجودة وادارة الحروب والقدرة على اظهار القوة العسكرية من مسافات بعيدة بدقة عظيمة  ، وأشار الى ان من السهل جعل انظمة الاتصالات الانية ادارة الحروب بشكل مبسط لان القادة يستطيعون الاشراف والتدخل بالعمليات العسكرية الميدانية الى درجه لم تكن ممكنه من قبل ، لذلك مع تطور التقنيات والتكنولوجيا اصبح مفهوم الامن اصعب من ان يتم تفسيره حول نطاق معين بل كما نلاحظ في الوقت الراهن اصبح التهديد يشكل خطرا على المجتمع لدولي لا على دول محددة 

   

الخاتمة:

 

عندما اشرنا الى الامن استطعنا ان نسلط الضوء على مفاهيمها التي تغيرت وفق تغير العالم في القرن العشرين حيث تعددت المفاهيم نظرا لتعدد التهديدات التي تواجهه العالم ومع تفاقم التهديدات سواء على الصعيد السياسي او العسكري فان مفهوم الامن تتغير وتتغير علاقتها بمفهوم التهديد لان كما اشرنا سابقا ان مفهوم الامن يتداول على نحو من الغموض اكثر من الوضوح لكون الدراسات الامنية لا تزال جزء من حقل العلاقات الدولية واحتوائه على بعض العناصر المعيارية التي يصعب الاتفاق عليها ، وحاولنا ان نحدد العلاقة التي تربط بين مفهوم الامن والتهديد واستنتجنا ان الامن لا يمكن ان يتوافق مع التهديد حتى وان كان هناك اتفاقيات لاحترام سيادة الدول اذ ان الدول اصبحت تنظر الى التهديد كمصدر اخر للسلطة ومن جهة اخرى لم يعد التهديد مقتصر بين الدول وانما اصبح اكثر عمقا واصعب حلا .



  
 


   

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة