06 Nov
06Nov

المقدمة:

الانقلاب العسكري ما هو الا تغير في نظام الحكم واستبدالها لحكم يطابق ما يطمح اليه الانقلاب العسكري بل ان لديهم هدف معين لتحقيقه والكثير يشير على ان الانقلابات العسكرية تدخل ضمن نموذج واحد وهو أنها «معادية للديمقراطية». ووفقا للرأي السائد، فإن أي انقلاب عسكري هو بحكم التعريف «غير ديمقراطي». وعليه من خلال هذا البحث سوف نسلط الضوء على السؤال التالي: هل الانقلاب العسكري عملا مشروع؟ وسوف اقوم بتحديد الاجابة بأنه عملا غير مشروع من خلال الادلة التي سوف استرشد بها وسأطرح العديد من الامثلة تبين لنا بان الانقلاب العسكري غير مشروع ومن الصعب ان يحقق نجاحات في الدولة ذاتها.

مفهوم الانقلاب العسكري:

الانقلاب العسكري هو تحرك بعض وحدات وقيادات الحيش للقيام بالسيطرة على الحكم والإطاحة بالحاكم سواء كان عسكريا أو مدنيا ويكون الانقلاب بهدف مطامع في السلطة والحكم من قبل العسكريين وبالتالي يكون الهدف من الانقلاب هو السلطة فقط فالانقلاب هو تغير نظام سياسي بأخر دون الاستناد لإرادة الشعب.[1]

 

العمل الانقلابي في السياسة تقوم به القوات المسلحة، وفيه بطبيعته العسكرية من الفجائية ما يستلزم القدر العالي من السرية والتكتم حول الأهداف المنشودة، وأن السرية والانضباط والحذر والتوجس يكون أوجب هنا من أي عمل عسكري آخر، لأن القوات المسلحة هي قسم تابع للدولة ويستمد شرعية قرارات قياداته من خضوعه الرئاسي لرئاسة الدولة التي عينت القيادات العسكرية ومن سلطتها أن تعزلها وتنحيها.

 

السبب الاول: ان الانقلاب العسكري عملا غير مشروع هو لان اساس الانقلاب العسكري ما هي الا انقلابات دموية خاصه في التاريخ الحديث حيث انها قامت بفرض نفسها على سلطه الدولة وعلى الشعب ذاتهم دون النظر الى المعوقات التي ستعوق الدولة وهناك امثلة عده حول أبرز الانقلابات العسكرية والتي نتجت عنها فاجعه لا تحصى 1980 حدث انقلاب عسكري في تركيا، تزعمه الجنرال اكنعان اوفرين مع مجموعة من الضباط نشأوا على فكرة حماية المبادئ الأساسية للجمهورية التركية كما وضعها مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك.

 


أتى الانقلاب بعد فترة من الاشتباكات بين ميليشيات يمينية ويسارية متنافسة، ودعا البيان العسكري الأول الذي ألقاه أوفرين الشعب التركي إلى التمسك بمبادئ أتاتورك وأن يشنوا نضالاً ضد "الفوضى والإرهاب" وضد "الشيوعيين والفاشيين والعقائد الدينية المتزمتة"، نتج عن الانقلاب تعين كنعان رئيسا للجمهورية وبلغت حصيلة حكم الجنرال كنعان أوفرين اعتقال 650 ألف شخصاً، ومحاكمة 230 ألف شخصاً آخر، و517 حكماً بالإعدام، و299 حالة وفاة بسبب التعذيب، ناهيك عن إقالة 3654 مدرساً و47 قاضياً و120 أستاذاً جامعياً.بالإضافة الى الانقلابات التي حدثت في مصر 2013 والارجنتين 1955 والجزائر 1990.

 

السبب الثاني: لعدم مشروعيه الانقلاب العسكري أنه من المستحيل نجاح الانقلابات العسكرية  كما أشار الدكتور محمد الجلودي في احدى مقالاته: "هو عجز قدرة العسكريين على استيعاب الطفرات الحضارية التي وصلت إليها الإنسانية، وهنا يمكن لنا أن نشير إلى المفارقة بين فهم الفطرة وفهم الطفرة." فعلى سبيل المثال من الصعب اعاده هيكلة الدولة في ظل القيادة العسكرية وللعسكرية مقام والسياسة مقام اخر ، ومن جانب اخر ، كان الزعماء العسكرين اصحاب الانقلابات العسكرية في فترة الخمسينيات والستينيات كان هدفهم هو السيطرة التامة على الدولة ومن ثم يبنوا دولة امنية قوية تتصدى للمنافسين في ظل الصراعات الداخلية والخارجية ويستبقوا الانقلابات المضادة من خلال الاجراءات القمعية والى اخرة  ولو نظرنا الى مقومات الدولة لابد ان تكون اكثر وعي بالتاريخ والسياسة والجغرافيا ولا يقتصر على الامور العسكرية .

 

اخيرا، عندما نقارن الانقلاب العسكري بالثورة الشعبية من اجل اسقاط نظام الحكم لإن هناك فارق كبير بين الطرفين اذ ان الثورة الشعبية ما هي الا حركة جماهيرية لها اهداف معينه اصلاحية بينما الانقلاب العسكري هي القيادة العليا للقوة المسلحة ووحدها التي تعرف الهدف السياسي من وراء حركة الجنود، وكل الجنود المشاركين في العمل يتم توزيعهم لمهمات يجهلون تماما ما يكمن خلف صنيعهم من نتائج منشودة. ولا يعرف الهدف السياسي لهذا الحراك العسكري إلا فرد أو جماعة ضيقة جدا محدودة العدد من القيادات، يسوقون أكبر قوة مادية في الدولة والمجتمع إلى غير ما تعرفه هذه القوة.[6] لذلك يعتبر الانقلاب العسكري عملا غير مشروع لأسباب ذكرناها سابقا ولأنهم فقط ينظرون الى تغير فئة معينه لا المجتمع ككل وان كان للمجتمع فأن الهدف الأسمى يكمن في القوات العسكرية 

 

النتائج:

 

الانقلاب العسكري هي صورة خاطئة لأحدى انظمة الحكم حيث انها تغير من نظام الدولة الحالي الى نظام اخر لا يفقه في امور السياسة والتعاون الدبلوماسي لان النظام العسكري نظام صارم ويصعب نغيره، بين لنا الانقلاب العسكري أنه إذا لم يخضع الشعب لحكمه فان القوة والتهديد هي الوسيلة الانجع، أن الثورة الشعبية تختلف تماما عن الانقلاب العسكري في تحقيق مصالحهم فالأول يريد للشعب كافة بينما الاخر يريد لنفسه ولفئه التي يتعامل معها

 


   





تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة