06 Dec
06Dec

المقدمة 

جاءت اتفاقية سايكس بيكو لتقطع اواصل الامه العربية ففي نهاية الحرب العالمية الاولى تم التوصل الى الاتفاقيه 1916بعد محادثات سرية بين سايكس و بيكو ثم عرضت الاتفاقية على روسيا القيصرية التي قبلت بها مقابل اعتراف كل من فرنسا وبريطانيا بحقها في ضم اسيا الصغرى , ان الهدف الاساسي في عقد هذه الاتفاقية هو البحث عن تقسيم املاك الدولة العثمانية بين حلفاء فرنسا وبريطانيا وروسيا ولذلك فأن هذا التقرير سوف يسلط الضوء على الظروف التي مهدت الطريق لعقد اتفاقية سايكس بيكو . 

ان المذكرة التي صدرت في فبراير 1917 وهي عن مستقبل الحركة العربية قد جعلت الدولة الغربية تنظر داخل اعماق الشرق الاوسط وما يحدث فيه من صراعات ونزاعات وحروب داخليه وهذه المذكرة ذات رؤية توضيحيه نتيجتها هي   كيفيه بدأ اقتسام العالم العربي خاصه ان فؤاد الخطيب حدد الدول العربية المهمة كالعراق والحجاز وسوريا  وما تعاني منها من مشاكل وكانت نتيجة هذا الاستطلاع هي تقديم تقرير يوضح لبريطانيا كيف تقسم العالم لمصلحتها ومصلحه دول الحلفاء ,فكان الاقتسام ان الجناح الغربي يكون لفرنسا وهي سوريا ولبنان والموصل اما بريطانيا في الجناح الجنوبي سيطرت على بلاد الشام وبغداد والبصرة بالإضافة الى دول الخليج , وبعد الرؤية المستقبلية نرى ان السير ريجنالد ارسل كتاب لوزير الخارجية بلندن يطلب فيه ان يتم الاحتفاظ على المناطق الجنوبية وتكون تحت سطلة بريطانيا وذلك بعد اصدار مذكرة مستقبل الحركة العربية والتي من بعدها اهتمت بريطانيا بالمنطقة الجنوبية وتعد اهم ما تملكه ولأنها ستصبح في اخر المطاف المسيطر الوحيد على الشرق الاوسط , بالإضافة الى توجه انظار بريطانيا لوضع الحجاز ودراستها والتي كانت تحت حكم الشريف حسين كان الهدف الاساسي لبريطانيا هو ان تصد اطماع فرنسا وتحجب عينها عن الحجاز لذلك ساعدت فرنسا للحصول على المناطق الشمالية مقابل عدم التفكير بالتوسع نحو الجنوب ولم تكتف بريطانيا على ذلك بل اوهمت العالم ان الحجاز تحت سلطتها ولكن الحجاز لها سلطه مستقلة , بالإضافة الى محاصرة  فرنسا من كل الجهات بحيث لا يمكن لها ان تتوسع في المستقبل وان تكون تنظر فقط الى المناطق التي تملكها دون التطلع للغير وهنا نرى ان بريطانيا تضع خطط مستقبلية للخليج لان الخليج منطقه استراتيجية مهمه لذلك لا يمكن لبريطانيا ان تتنازل عنها حتى لو كانت نتيجة ذلك الحرب كما ذكر اللورد كرومر ,وكانت النتيجة هي ان بريطانيا تتخوف على مصالحها في الشرق الاوسط من الدولة العثمانية وفرنسا وايضا تخوف فرنسا على مصالحها لا نها لا تريد ان تعقد صفقة مع دولة عربية وذلك بسبب المفاوضات البريطانية العربية لذلك قامت بالاتفاق مع بريطانيا حفاظا على لبنان وسوريا ,اما بالنسبة لروسيا فكان لها نصيب من الدولة العثمانية فقد تنازلت عن اراضيها مقابل اسيا الصغرى ونهر البسفور وكانت نتيجة ذلك هو اكتمال تقسيم العالم العربي تحت ظل بريطانيا وفرنسا وروسيا وبالمقابل اقامة ادارة دولية خاصة في فلسطين تضم كافه الاديان المقدسة حتى لا تضر مصالح الطوائف المختلفة للدول الكبرى ولكن اتفاقية سايكس بيكو جاءت مناقضه لمراسلات الشريف حسين وماكمهون الذي وعد حسين بتوحيد العالم العربي تحت حكمه وجاءت نتيجة ذلك ان الاقتسام لم يستمر  على ما هو عليه حيث ان في اواخر 1917 دخلت روسيا الحرب مع البلاشفة وانتصر الثورة على حكم القيصر وكانت نتيجة هذا الانتصار هي قيام البلاشفة بنشر نصوص بعض الاتفاقيات السرية التي عثروا عليها في سجلات وزارة الخارجية الروسية , لذلك تغيرت موازين الاتفاقية بعد خروجها ودخول الولايات المتحدة واعلان الرئيس ويلسن الذي نادى بحق الشعوب في تقرير مصيرها وكانت نتيجة هذا المبدأ ان بريطانيا وفرنسا هدفها هو تحرير الشعوب الخاضعة للأتراك تحريرا تاما واقامه حكومة مستقلة يختارها المواطنون وكان ذلك خداعا للعرب سرعان ما ظهرت حقيقته ,اما بالنسبة للوثيقة السابعة والتي تضمنت فيها مذكرة للسير مارك سايكس وهذه الوثيقة مرتبطة بخروج روسيا كما ورد بالوثيقة السابقة ان خروج روسيا اثر على الوضع الاصلي بشكل عميق وبالمقابل ادى الى دخول امريكا وتقوية الطابع الديمقراطي لأهداف  الحلفاء بصورة عامه وكانت النتيجة المتربطة لدخول امريكا هي من الممكن ان الاتفاقيه ستؤدي  الى اضرار ايجابية ومعنى ذلك ان الاتفاقية يمكن ان تفسر بمعنى يناقض سياسه ويلسن تماما الذي نادى بحق الشعوب وتقرير مصيرها لذلك كان الحل الذي اتخذتها الاتفاقيه هي ان الوثيقة (ب) تبرئ من تهمه بريطانيا الامبريالية وتمكن الوزير من اعطاء اجوبة مرضيه عن الأسئلة وبالتالي سيكون هناك راي قوي بين العناصر التقدمية والديمقراطية لدول الوفاق بأن المشكلة التركية يجب ان تحل ولكن هذه العناصر نفسها تعتقد بنفس الدرجة من القوه ان الحل يجب الا يكون على اسس امبريالية واذا ما تبادلت الحكومتان وجهات النظر في الوثيقة (ب) اعتقد انهما ستجدان نفسيهما متفقين مع اراء الجمهور اضافه الى ذلك انه لو خضعت الاتفاقيه الحالية للمبادئ المعلنة في الوثيقة (ب) فأنها لن تعد قابلة للاعتراض عليها من مفهوم الديمقراطية , ومن هذا التحليل نرى ان بريطانيا اخرجت نفسها من الإمبريالية للديمقراطية بناء على مبدئ ويلسن ,اما بالنسبة لبرقيه السير ريجنالد الذي اعتقد  انهم سيواجهون خطرا اذا تأخروا في اعطاء النصح والتحذير لزعماء العرب الى حين تسلم مراسلة بغداد ولابد من كبح جماح الملك حسين في المرحلة الحاضرة على الاقل صد الادريسي لان هناك امكانية القضاء على التصادم بينهما من خلال المفاوضات , اما بالنسبة للنهضة لبريطانيا نرى انها حاولت تلبية مطالب القوات العربية في 1918 عندما اقامت حكومة عربيه في دمشق برئاسة رضا باشا وذكرت بريطانيا انها تتعهد بأنشاء حكومة عربيه مستقلة في الداخل والخارج والمحافظة على الحكومة وصيانتها وسلامة حدودها البري والبحري من أي اعتداءات خارجية في حين تكون البصرة تحت سلطه بريطانيا لحينما تتم الحكومة الجديدة بالإضافة الى تزويد العرب بالأسلحة والذخائر والنقود وقت الحرب وكانت نتيجة ما قامت به بريطانيا هو تلبه لمطالب العرب بالإضافة الى ان بريطانيا اصبحت قوه مهيمنه في الشرق الاوسط خاصه بعد التقسيم استخدمت سياسه الحماية والتعويض وتلبية مطالب الشعب العربي لكي يبقى الشرق الاوسط تحت قوه بريطانيا لفترة زمنية طويلة . 

النتائج 

لقد جاءت اتفاقيه سايكس بيكو لتقسيم العالم العربي وانتقاضا لعهود بريطانيا للعرب بالحرية والاستقلال اذ مزق الاتفاق الوحدة العربية التي كان يحلم بها العرب وحرم بلاد الشام والعراق من استقلالها وكما وضع فلسطين تحت الحماية الدولية فنلاحظ ان بريطانيا لم تنفذ وعودها للعرب والدليل على ذلك ان اتفاقيه سايكس بيكو تناقض مع اتفاقية حسين وماكمهون والتي تتنافى مع المطالب العربية القومية لا نها تنص على تقسيم العالم العربي في منطقه الهلال الخصيب الى مناطق نفوذ فرنسية واخرى بريطانية , ويتضح لنا ان الغاية الاستراتيجية لقوى الهيمنة وخاصه بريطانيا هو تكثيف معوقات قيام الوحدة العربية ومنع العرب من بناء دولتهم القومية , وصاحبت اتفاقيه  سايكس بيكو تفتيت لكل ما يرمز الى وحده هذه المنطقة ففرنسا بعد سيطرتها لبلاد الشام قسمت البلاد الى 6 دول وفرضت اللغة الفرنسية كلغة رسمية لقطع بناء الدولة القومية العربية , وان هذه الاتفاقية التي فرضت التجزئة العربية هي التي هيأت تنصيب الحدود وتوجيه كل اقليم توجيها مختلفا عن الاخر بما ينمي الروح الاقليمية ويقوي عوامل الفرقة والغربة بين ابناء الوطن الواحد  

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة