(ففتحنا ابواب من السماء بماء منهمر ) هذه الاية تحتوي على اشارات بليغه الى العصور الممطره في المنطقة العربية والتي تكافئ العصور الجليدية بأوروبا, اما بالنسبه للالات الحجرية فهي مصنوعه من صنع الانسان البدائي من قطع الحجارة بازالة بعض الشظايا منها لانتاج طرف مدبب وحرف مرهف حاد اما عصور ما قبل التاريخ فهي تشير الى تلك الازمنة البعيدة قبل اختراع نظام الكتابة هذه الالات مرت بمراحل متعدده تدل على استمرار الرق واطراد التقدم ودوام الحركه الى الامام عبر الالاف السنين فهناك العصر الحجري القديم والحديث والمتوسط ثم عصر المعدن الذي يسبق مباشره عصر الاسرات بناء عليه فان معرفه الالات الحجرية والالمام بدراستها بمثابة الوقوف على حضاره الانسان القديم الذي عاش في مصر ومتابعة المراحل المتطورة لهذه الحضاره سوف نلخص في هذا التلخيص عده فصول وهي
الفصل الاول: العثور على الات حجرية قديمة بمنطقه المعادي- القطامية
الفصل الثاني : اثار معركة حربية بحلوان من ايام العصر الحجري القديم
الفصل الثالث : تنوع الالات الحجريه من حلوان
الفصل الرابع : نقود من العصور الحجرية بحلون
الفصل الخامس : الصخور والمواد التي صنعت منها الالات الحجرية
الفصل الاول: العثور على الات حجرية قديمة بمنطقه المعادي- القطامية
في عام 1983 في منطقه القطامية صحراء مجاورة لها وكان هناك بعض الاراضي المنخفضة تتكون من رواسب فتاتية وقطع صخرية حجرية مختلفه الاحجام والاشكال وكانت هذه الصخور تعود الى العصر البليستوسين والحديث اي في الحقب الرباعي ووجد فيها بعض قطع من حجر الصوان هذه مشكلة بطريقه شظيه تقريبية وهي من الالات الحجرية القديمة وهذه الالات الحجرية القديمة مصنوعه من الصوان وهو حجر طبيعي صلب يتكون من حبيبات دقيقه من ماده السليكا ذو لون بني او بني مائل للصفره ومكسر وهذا الحجر يوجد في صوره رواسب فتاتيه منقولة من هيئة حصى كبير او القنزعة اما القطع الصوان الغير المشكلة توجد عاده في صورة حصوات كبيرة ذات اسطح مقوسة تميل لان تكون دائرية او بيضاوية اما المشكلة فانها تتفاوت في درجات التشكيل والاتقان الالات الحجرية التي وجدت في المعادي هي من نوع البسيط الذ يتميز بوجود عدد محدود من الفجوات السطحية ووجود الاحرف القاطعه مع توافر الطرف المدبب في بعضها هذا مع بقاء جزء من الاله على حالته الطبيعيه الملساء دون تشكيل وتوجد رواسب البليستوسين ضمن رواسب منخفض الفيوم وقد عكف العلماء على دراسته الالات الحجرية القديمة المصاحبة لهذه الرواسب في مستويات الارتفاع المختلفه وكما نلاحظ ان العصر الحجري القديم يتميز بصفه عامه على مناخ رطب شديد الرطوبة وجو ممطر وقد تسبب هذه الامطار المنهمرة باستمرار ووابل السيول االجارية والجارفة في شق وتعميق مجاري كثيره من الوديان التي تبدو الان جافه وسط الصحارى المصرية .
الفصل الثاني : اثار معركة حربية بحلوان من ايام العصر الحجري القديم
حلوان تلك المدينة الصغيره الهادئه الجميلة التي تعتبر ضاحية من ضواحي مدينة القاهره وكانت مدينة حلوان يحوطها من الشرق جبل المقطم بصخوره الجيرية السيلسية التي تحتوي على حجر الصوان ومن الغرب يحدها مجرى النيل واضافه الى ذلك وجود الكثير من الاشجار والغابات حول موقع حلوان تم العثور في موقع حلوان على الالات حجرية حربية مثل روؤس السهام والنبل بالقرب من مدينة حلوان هذا دليل على نشوب معركة حربية ضاربة في ذلك الزمن السحيق اي ما قبل التاريخ المدون ويبدو سبب المعركه هو رغبه القبائل المغيرة في الاستيلاء على موقع العيون والبحيرات بحلوان لتوفر المياه والنباتات ومن المحتمل ان تكون الحرب قد جرت بين انسان في العصر الحجري القديم الاعلى الذي استوطن المكان وبين بعض القبائل الاخرى المغيره والمعادية , كانت توجد محطه للالات الحجرية بانواعها المختلفه مثل يد فأس ومكاشط ومنجل وسكين يد وسكين عباره عن نصل بدون يد وبلطه وراس سهم وكان هناك العديد من هذه الالات المصنوعه كلها من الفلنت والصوان
هكذا نرى ان دراسة الالات الحجرية في عصورها المختلفه وهي دراسه ذات طابع جيولويجي بحت تمدنا بالمعلومات وان كثره الالات الحجرية الحربية في حلوان يعطي دليل واضح على نشوب معركه حربية بين القبائل من اجل الاستقرار
الفصل الثالث : تنوع الالات الحجرية من حلوان :
محطه حلوان للالات الحجرية تقع بالقرب من شواطئ احدى البحيرات بصحراء حلوان وتحتوي انواعا مختلفة من الالات ذات اغراض واستخدامات متباينة وتوجد الالات منتشره على مساحه واسعه من الارض في اكوام متناثرة وبكميات وفيره وهي تنتمي للعصر الحجري القديم الاعلى او الحديث الاسفل ومن خلال السطور التالية نلقي الضوء على بعض الانواع الهامه من هذه الالات واستعمالاتها ومدى تطورها بالنسبة الى نصل السكين فهو مجرد نصل او سلاح مرهف من جانب واحد مع عدم وجود يد للامساك به وعلى من يستعمله ان يمسكه بيده او بين اصابعه , ثم ظهر نوع اخر اكثر تطورا وهو السكين الصغيره ذات اليد القصيره وهذا السكين ذات حرف حاد ورقيق من جانب واحد ثم هناك السكين ذات النصلين من الجانبين مع وجود يد قصيره لها وتكتمل هذه المجموعه بوجود الاسلحة وهي البلطه وهو سلاح غليظ بعض الشي ذو يد قصيرة ويبدو انه كان يستخدم في تقطيع المواد الصلبة مثل عظام الحيوانات اما سلاح الفأس هو ياخذ نفس الشكل الذي يأخذه فأس اليوم كان الفأس الحديث كبير الحجم ومن الحديد بينما الفأس القديم صغير الحجم من الصوان وهذا دليل على استغلال الارض في الزراعه ونشوء المجتمعات الزراعيه ونلاحظ ان المنجل او ما يسمى بالاله الهلالية صغير الحجم وهناك المخراز وهو اله ذو طرف طويل رفيع مدبب وحاد والغرض منه احداث ثقوب متتالية في قطع جلد الحيوان وضمها الى بعض بشرائح رفيعه من الجلد اي انه يمثل بداية الابره وفن الحياكه اما المكاشط هو عاده سلاح مستطيل حاد الجانبين كان يستخدم في الحلاقه وازالة الشعر اما الازميل كان يستخدم للدق على الحجاره وازالة الشظايا واحداث توسيع الشقوق والشروخ وله نفس شكل ازميل اليوم وبالنسبه لراس الحربة ورأس السهم ورأس النبل فهم جميعا من الالات الحجرية الحربية .
أما الالات العصر الحجري الاعلى كان الانسان في هذا العصر لم يكن رائد اخراج صناعته المنفعه المحضة فقد لوحظ انه لم يكن مجرد صانع بسيط بل كان يميل بطبعه لتنميق الاسلحة والادوات المنزلية التي كانت تحذقها يده وكذلك تمتاز صناعه هذا العصر باستعماله شظايا الظران بطريقه حازمة وذلك ان صانع هذا العصر ترك الصناعه الموستيريه ورجع الى استعمال النواة القديمة التي كان يستخرج منها اسلحته الجميلة وهي التي كانت تمتاز بطولها ورقتها والواقع انه كان يستطيع بوساطه تحسينات حاذقة ان يصنع من تلك الشظايا البسيطة الات متعدده الانواع يصعب علينا غالبا ان نعرف كيف كان انسان هذا العصر يستعملها فمنها المنقش والمبرد وذو الاسنان والنصال ذات الحزات والنصال ذات الظهر .
الفصل الرابع : نقود من العصور الحجري بحلوان
يوجد ضمن الات محطه للالات الحجريه مصنوعات تاخذ شكل حلقات او اقراص مثقوبة او نصف حلقات او اجزاء منها وهل كانت هذه الحلقات تستخدم للزينة او انها تدخل في المعاملات التجارية والنقدية ؟ واذا صح استخدام الحلقات واجزائها على هيئه نقد في المعاملات التجارية فيكون انسان العصور الحجرية الذي عاش بالاراضي المصرية اول من ابتكر فكرة النقود , والحلقه النموذجية من مجموعه عينات حلوان عباره عن حلقه ناقص هاو غير كاملة يصل قطرها الخارجي 90 سم وقطرها الداخلي الاجوف 4,5سم واكبر سمك لها 2,2سم وهي تكاد تكون مستديرة ومصنوعة من صخر الصوان اي ثاني اكسيد السليكون ومنجورة بعناية وغالبا تنتمي الى العصر الحجري القديم الاعلى هناك نصف حلقه او نصف قرص مثقوب مصنوع من الصوان وقطره الخارجي 8,0سم وقطره الداخلي 3,2 سم اما سمكها 1,6سم وايضا يوجد حلقات صوانية صغيره وتم العثور على مجموعه عينات حلوان جزء من حلقه يبلغ طولها 6,0سم وهو اكثر اتقانا في الصنع ومن نوع الصوان المصقول ورقيق السمك واقواسه الخارجية والداخليه انسيابية وغالبا ينتمي الى العصر الحجري الحديث اما بالنسبه للحلقات المعدنية والمعاملات التجارية نرى ان مصر ظلت بعيده عن التطور النقدي فترة طويلة فلم تضرب نقودا طوال العصر الفرعوني بل بقيت متمسكة بتقاليدها في المقايضات ومن اثار المقايضات بالمعادن بأشكالها المختلفة في هيئة حلقات من الذهب والفضه نجد رسوما بديعة تمثل وزن تلك الحلقات بالميزان في مقابر الاسرة الثامنة عشر ويشير ان الليديين الذين سكنوا في اسيا الصغرى اخذوا فكرة ضرب النقود من سكان العراق القدامي البابليين والاشوريين الذين كانوا يستعملون المعادن واسطة للتعامل لقياس قيم المواد الاخرى عليها ومن ذلك النحاس والفضه والذهب فاستعملوا الفضه مثلا على هيئة صفائح صغيرة او حلقات او اقراص مثقوبة وهي ذات اوزان معلومة .
الفصل الخامس:الصخور والمواد التي صنعت منها الالات الحجرية
اعتمد الانسان القديم في فجر حياته اعتمادا كليا على الالات الحجرية فكان منها سلاحه الفتاك ضد وجوش الغابات المفترسه واخذ الانسان يطور اسلحته الحجرية وينوعها حسب احتياجاته ومتطلباته فصنع رؤوس الحراب والسهام والنيل ليستخدمها في حروبة ضد القبائل الاخرى المعادية من بني الانسان وصنع السكين والبلطة كي يستخدموها في ذبح وسلخ الحيوانات التي يصطادها وصنع الفأس والمنجل لاستخدامها في الزراعه كما شكل المخراز ليساعده في ان يخيط ثيابه من جلد الحيوانات والازميل ليدق به على الحجارة والصخور وانواع السكاكين التي تطورت وادت في النهايه الى ظهور السكين ذات اليد وما ان اهل العصر الحجري الحديث حتى كان الانسان الاول قد اتم صنع معظم ما يحتاجه من اسلحه وادوات تعينه على المعيشة واستمرار الحياه وهناك صخور صنعت منها الالات وهي :
على ان اشهر الصخور التي استعملها الانسان عبر العصور هي صخر الفلنت (الصوان) ومنه صنع وشكل معظم الالات والاسلحة بطريقة متطورة وهناك نوع ثالث من الصخور السليسية وهو ما يسمى بالخشب المتحجر وفيه حلت ماده السليكا محل ماده الخشب العضوية بحيث احتفظت اماده السليسية الجديدة بالشكل والتركيب الاصلي للخشب وتاخذ السليكا شكل معدن الاوبال اومعدن الكالسيدوني وفطن الانسان الاول لصلابة هذا الصخر وتشابه مع صخر التشرت والصوان وصنع منه بعض الالات البدائية التي تنتمي للعصر الحجري القديم وهناك نوع اخر من الصخور السليسية وهو الحجر الرملي المتماسك دقيق الحبيبات ولقد لجا اليه الانسان في العصور الحجرية في بعض الاحيان حينما كانت الضرورة تقضي بذلك لصناعه انواع معينة من الالات والادوات ويتركب من حبيبات ناعمه من معدن الكوارتز ان الالات المصنوعه من الحجر الرملي المتماسك قليلة قابلة للتفتت والتاكل خاصة مع كثرة الاستعمال اذا لم تكن الماده الاسمنتية اللاحمة قوية .
وفي ختام هذا الفصل نذكر اهم ما جاء فيه وهو ان دراسة هذه الالات والخامات التي صنعت منها نوقشت بعض المظاهر الحضارية للعصور الحجري القديم باقسامة الثلاثه الى العصر الحجري الحديث وكان هناك ارتباط المجتمعات بتنوع الالات وتعددها ومرت هذه المجتمعات الى عده مراحل وهي مرحلة الصيد والرعي ثم الزراعه واتجه الانسان الاول بعد ذلك وفي اواخر العصر الحجري الحديث الى شق المناجم واستخراج النحاس كذلك تمكن انسان وادي النيل من استيراد صخور الاوبسيديان السوداء من القاره الافريقية وصنع منها السكاكين والخناجر.
اما الان سوف نعرض بعض الصور التي تم العثور عليها في تلك المناطق في العصر الحجري :
التعليق الشخصي : كما لاحظنا ان العصر الحجري القديم هو العصر الذي بدا الانسان بالاعتماد على نفسه واتخذ الحجاره رمزا وسلاحا لحمايه نفسه وايضا لتامين حياته المعيشية انا ارى انه لا بد للمدارس ان تدرس العصور القديمه خاصه العصر الحجري لانه مهم للغاية ويجب عليهم معرفه كيف بدا الانسان بالحياه وكيف استخدم النار لاول مره هذه بداية الانسان ومنها تطور ومنها اصبح الان يستخدم كافه انواع التكنولوجيا الحديثه واصبح يواكب العالم بكل سهوله