11 Nov
11Nov

المقدمة: 

أن الانتربول ما هي الا منظمة عالمية تسعى لألقاء القبض على كل من يرتكب الجرائم والمطلوبين دوليا ، والانتربول لها بنى تحتية متطورة للإسناد الفني لتمكين قوى الشرطة في سائر انحاء العالم والتي تحاول ان تواجهه تحديات العالم في القرن الحالي في ظل سهوله ارتكاب الجرائم بأنواعها وهذه المنظمة تهتم كثيرا بجرائم الفساد والمخدرات والاجرام المرتبط بالتكنولوجيا وتسعى دائما الى نشر الامن والامان والسلامة في المجتمع الدولي ، بناء على ما سبق سوف اسلط الضوء على طريقه عمل الانتربول وكيف يلقي القبض على المعارضين السياسيين ؟ وهل تطبق القوانين التي تقرها المنظمة للجميع ام هناك استثناءات للدول؟

  • تعريف المفاهيم:
  • الانتربول:

هي منظمة دولية بدأت في عام 1914 ولكن مع مرور الزمن تحولت الى منظمة مستقلة معترف بها دوليا، ويتكون عدد اعضائها 190عضوا، ولها مؤسسات داخلية ومكاتب اقليمية، هدفها الاساسي دعم اجهزة الشرطة في العالم، وتوفير المعلومات والتدريب لملاحقة المجرمين، والاسم الرسمي للمنظمة هي المنظمة الدولية للشرطة الجنائية الانتربول.[1] 

 

 

تعددت المفاهيم حول مفهوم المعارضة السياسية ولكن سوف نعرض مفهوم وليد السعودي (ان مفهوم المعارضة السياسية الفاعلة – الهدف والمعنى يتحدد من خلال كونه الجهة أو الجهات السياسية التي لم تستطع الوصول إلى سلطة الحكم من خلال الانتخابات فأصبح دورها متمثلا بكونها معارضة سياسية للنظام الحاكم تعمل ضمن أطر وقواعد اللعبة السياسية المتمثلة بالكشف عن أخطاء الحكومة وتعثراتها ومدى الفشل او النجاح الذي تحققه في مجالات التنمية والتطور الاجتماعي والاقتصادي والثقافي.  [2]

 

 

تتكون هذه المنظمة الدولية للشرطة الجنائية والتي تقر في ليون بفرنسا من اللجنة التنفيذية والجمعية العامة والأمانة العامة بالإضافة الى المكاتب الوطنية المركزية في 190 دولة عضوية واخيرا اهم من ذلك وجود المستشارين في المنظمة. تعتبر الجمعية العامة للإنتربول هي الهيئة الأدرية العليا وتجتمع سنويا وتضم مندوبين يعينهم كل بلد عضو، وتتخذ جميع القرارات الهامة المتعلقة بالسياسات والموارد، وأساليب العمل، والشؤون المالية، وكافه الانشطة والبرامج بينما اللجنة التنفيذية تتكون من 13 عضوا تنتخبهم الجمعية العامة، وتتألف من رئيس وثلاثة نواب للرئيس وتسعة مندوبين تغطي أربع مناطق. [3]

 

أما الأمانة العامة (ومقرها في ليون) تعمل يوميا على مدار 24 ساعة طوال السنة وتدار من قبل الامين العام ومسؤولون من قبل 80 دولة في العالم وتعتمد على اللغات: الفرنسية، والإنكليزية، والعربية، والإسبانية، وهناك 6 مكاتب اقليمية موزعة على: الأرجنتين، جزر البهاما، السلفادور، كينيا، تايلند، والهند، ومكتب اتصال في الامم المتحدة في نيويورك. [4]

 

بينما المكاتب المركزية الوطنية للشرطة الجنائية فإن كل بلد عضو يحتفظ بمكتب وطني مركزي يعمل فيه ضباط شرطة محليون، وهو نقطة الاتصال بالنسبة للأمانة العامة والمكاتب الإقليمية والبلدان الأعضاء الأخرى التي تحتاج إلى المساعدة في التحقيقات التي تجرى في الخارج وموقع الهاربين والقبض عليهم. وهناك المستشارون والخبراء الذين تختارهم اللجنة التنفيذية وبموافقة الجمعية العامة. تُمَوّل الإنتربول أساساً من خلال المساهمات السنوية التي تدفعها الدول الأعضاء، محتسبة على أساس إطار أقره الأعضاء.[5]

 

وعندما ننظر الى الانجازات التي قامت بها منظمة الانتربول ففي عام 2007شهدت هذه المنظمة انجازات استثنائية للإنتربول وحققت الرؤى الجديدة للعمل الشرطي الدولي في القرن الواحد والعشرين حيث وصلت الى دول الافريقية تحديدا في الصومال وأصبح هناك تواصل وتبادل البيانات مع الدول العضوية في المنظمة عن طريق الشبكات المأمونة [6]

 

 

في المادة الثالثة من الاحكام العامة في الانتربول تقول بأنه يحظر على المنظمة باتا ان تنشط او تتدخل في مسائل وشؤون ذات طابع سياسي العسكري اوديني او عنصري ولكن هذه المادة اختلفت في المجتمع الدولي ، وزادت من استخدام المنشورات الحمراء من قبل الدول لأجل القاء القبض على المعارضين السياسيين ، فالإنتربول قام بألقاء القبض على اللاجئ السياسي في الاردن وهو لطفي التونسي وتم ايقافه عندما عبر الاراضي الاردنية [7]، ومن ناحية أخرى الدولة ذاتها تستطيع ان تلقي القبض على المعارضين السياسيين الذي يعيشون في خارج البلاد عن طريق استخدام المنشورات الحمراء للإنتربول فعلى سبيل المثال، قامت البحرين باستخدام المنشورات الحمراء للإنتربول وذلك لمضايقة المدافعين عن حقوق الانسان والمعارضين السياسيين الذين يعيشون خارج البحرين وطلب تسليمهم للبحرين من اجل معاقبتهم بالسجن.[8]

 

 

كثير من الدول تقوم باستغلال قوانين الانتربول من اجل مصلحه الدولة او من اجل القاء القبض على اشخاص عارضوا سياسة الدولة فعلى سبيل المثال اتهم كل من روسيا وإيران باستغلال قوانين الانتربول من قبل المجلس الاوروبي، والسبب وراء استغلالهم لهذه القوانين هي لأجل القاء القبض على المعارضين وارسالهم الى بلادهم ليتم تعذيبهم وسجنهم وربما اعدامهم، فلماذا الانتربول يضع قانون حظر التدخل في الشؤون السياسية؟ ولماذا يسعى الى القبض على المعارضين واستغلال الانتربول من قبل الدولة؟ لربما الإجابة تكون مجهولة والغريب في الامر ان هناك قانون في احدى موادها تقر بالحظر الا انها لا زالت تتدخل في الشؤون السياسية، وهناك مثال اخر لاستغلال قانون الانتربول وهي ان الانتربول استجابت لإيران في القاء القبض على السياسي المعارض مهدي خسروي في ايطاليا وارساله الى إيران، أذا الانتربول ما هي الا منظمة تستجيب لمطالب الدولة دون النظر الى المتهم او ما هي الاسباب التي جعلته يلجأ خارجا لذلك طالب المجلس الاوروبي[9]

 

الخاتمة:

 

لم تعد الانتربول مجرد منظمه تلقي القبض على من يرتكب الجرائم او اصحاب المخدرات وغيرها من الجرائم بل انها اصبحت منظمة تلقي القبض على المعارضين السياسيين وارسالهم الى ديارهم ليلقوا جزاءهم وبالرغم من قانون هذه المنظمة من حظر التدخل في الشؤون السياسية الا انها لا زالت الى الوقت الحالي تنفذ ما تطلبه الدولة ولا يمكن ان نحدد ما اذا كانت الدولة قد تعاقدت مع المنظمة من قبل بعض القوانين ام لا ولكن الواقع يتحدث ويقول ان المعارضين السياسيين في الخارج يتم القاء قبضهم من قبل الانتربول ، والجدير بالذكر أن هذه المنظمة تضم العديد من الدول العالمية والتي عليها تسهم هذه المنظمة لنشر الامان في المجتمع الدولي ولكن ما نشهده في الوقت الراهن يأتي خلاف ذلك ، هذه المنظمة تعد الاقوى في العالم ولكن ليس من القانوني ان تلقي القبض على السياسيين في حال نصت احد قراراتها انها تحظر التدخل في الشؤون السياسية بأكملها .

 


  
 

[1] 4.       الجزيرة، " الانتربول شرطة تعبر الحدود "، http://www.aljazeera.net/encyclopedia/organizationsandstructures/2015/6/11/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%88%D9%84-%D8%B4%D8%B1%D8%B7%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D8%A8%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%88%D8%AF

   

[2] الشيمي، محمد نبيل ، "المعارضة السياسية في العالم العربي تأصيل وتقييم"، 13-9-2010، https://groups.google.com/forum/#!topic/fayad61/9vNLmp_pW3M

   

[3] الحوار المتمدن، " الانتربول الدولي وملاحقة المطلوبين للعدالة"، ع: 3701، 17-4-2012، http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=303771

   

[4] المرجع نفسه 

   

[5] المرجع نفسه

   

[6] التقرير السنوي2007، " انتربول " ، 2008، file:///C:/Users/my%20pc/Downloads/iaw2007AR[1].pdf

   

[7] تورس، " اعتقال اللاجئ السياسي لطفي التونسي من قبل الانتربول بالأردن"، 27-8-2010، http://www.turess.com/alhiwar/9480

   

[8] 4تبرع، " برامج الانتربول: للمستهدفين بالنشرة الحمراء من قبل حكومة البحرين"، 2-5-2016، http://www.adhrb.org/ar/?p=945

   

[9] العربية، " المجلس الاوروبي: إيران تستغل الانتربول لاعتقال معارضيها "، 27-4-2017، https://www.alarabiya.net/ar/iran/2017/04/27/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%8A-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%BA%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%88%D9%84-%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D9%82%D8%A7%D9%84-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6%D9%8A%D9%87%D8%A7.html

   

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة