05 Dec
05Dec

المقدمة:

أن قضية التغير المناخي ما هي الا قضية طبيعية من الصعب ان نغير فيها ولكن من الممكن ان نضع حلول سليمة اتجاه التغير المناخي ، وان التغير المناخي تعد احدى اهم المشاكل التي تؤثر سلبا على التنمية المستدامة خاصه على الدول الفقيرة التي لا يمكن لها ان تضع حلول حول المشكلة مستقبلا ومن ناحية اخرى هناك العديد من الاقتصاديات العالمية تعتمد على قطاعات رهينة بالظروف المناخية كالزراعة والصيد البحري والاعتماد على الموارد الطبيعية ، واثبتت الدراسات ان موارد الطاقية كالبترول التي تعتبر شريان الاقتصاد في الخليج هي معرضه الى الزوال والسبب يعود الى التغيرات المناخية ، وبناء على ما سبق ،سوف اركز في هذا البحث على احدى الدول الخليجية وهي الكويت التي لا زالت تعاني من قضية التغير المناخي وأثرت بشكل كبير على الاقتصاد وسوف اسلط الضوء على السياسات التي اتبعتها لتفادي التغير المناخي وما مستقبل الكويت اتجاه قضية التغير المناخي ؟

أن التغير المناخي ما هو  الا تحدي يواجه البشرية ولقد بدأ الاهتمام بقضية التغير المناخي في القرن التاسع عشر ، حيث اشار العلماء والباحثين في مجال التغير المناخي أن مناخ الارض في تغير مستمر وانه مع مرور الوقت سيكون ذو تأثير سلبي على حياة سكان الارض من كافة النواحي ولعلها تعود لأسباب عده اهمها تغير التغير المستمر في المناخ عام بعد عام ، وعندما نحاول ان نعرف المناخ سوف نحدد تعريف الامم المتحدة للمناخ وذكرت: " انها تلك التغيرات في المناخ التي تعزى بصورة مباشرة او غير مباشرة الى النشاط البشري الذي يفضي الى تغير في تكوين الغلاف الجوي العالمي والذي يلاحظ بالإضافة الى التقلب الطبيعي للمناخ على مدى فترات زمنية متماثلة " [1].اغلبية التعاريف للتغير المناخي تركز على الاسباب التي ساهمت بتوليد هذه الظاهرة ، وعليه فأن التغيرات المناخية ناتجة عن الاسباب الطبيعية ولا يمكن تغيرها بل وضع حلول للتغير المناخي .[2]

 

أن تداعيات التغير المناخي على الكويت تحديدا كثيرة ومتعددة واهمها أن ظاهر التغير المناخي اثرت على الكويت بارتفاع المعدل السنوي للحرارة حتى عام 2050 وانخفاض في معدل هطول المطر وهذا كله يضر الامن الغذائي والحياة الفطرية نتيجة شح المياه وهشاشة التربة ومن ناحية اخرى ارتفاع في مستوى سطح البحر الذي له نتائج وخيمة اهمها تأثير على المنشاة الساحلية ومنها مصافي تكرير البترول ومحطات انتاج الطاقة على الساحل.[3] 

 

 أشار رئيس قسم التغيرات المناخية في الهيئة العامة للبيئة (الخياط): " أن ارتفاع درجات الحرارة نتيجة التغيرات المناخية سيؤدي الى زيادة الاستهلاك المياه في البلاد بواقع %5 ــــ %10 مستقبلا، كذلك تنامي الطلب على الطاقة الكهربائية، لا سيما خلال فترة الصيف، التي تصل الى 8 اشهر بالسنة، بسبب زيادة حاجة المواطنين والمقيمين إلى التكييف، الذي يستهلك %65 ــــ %70 من الطاقة".[4]أن ما سيحمله التغير المناخي في الكويت مستقبلا هي انخفاضات في هطول الامطار ومنسوب المياه الجوفية ، هشاشة التربة مع زيادة شدة العواصف الترابية وارتفاع عدد الايام المغبرة وانعكاسها على صحة الانسان .[5]

 

 اهم الاستراتيجيات التي اتبعتها الكويت والخليج كذلك لمواجهه التغير المناخي وبالرغم من الجهود المتواصلة من قبل الكويت لتحقيق التنويع الاقتصادي الا ان اقتصاد دول الكويت لا زال يعتمد وبشكل كبير جدا على استهلاك النفط والغاز الطبيعي وكلها تصب في اثر ضار وهو انبعاثات الغازات الدفيئة في الهواء وخاصه غاز ثاني اكسيد الكربون وعندما نسلط الضوء على اثر هذا الغاز على المناخ نجد بأن غازات الدفيئة تسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري عن طريق امتصاص الأشعة التي تفقدها الارض ومنعها من المغادرة للفضاء مما يؤدي الى زياده حرارة الارض وتؤثر على صحه الناس العامة ، لذلك تسعى الكويت الى الالتزام على اتفاقية الامم المتحدة للتغير المناخي في رصد الانبعاثات الكربونية بالدولة لان الامم المتحدة من جهتها حذرت من زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة لأنها تؤثر سلبا على مستوى الاقتصادي والاجتماعي والانساني وهناك بعض الحلول التي ترى الكويت بأنها الانجع في المقام الاول وهي مشروع التشجير الذي يمكن ان يمتص كمية الكربون في الكويت وهذه خطوة ضرورية لوضع حلول اكثر والحد من الانبعاثات الكربونية ، وهناك مشروع اخر وهي تطبيق استراتيجية وجمع معلومات عده عن الوضع البيئي في الكويت ومدى اثر الانبعاثات على البيئة ،  ووضعت الكويت تحليل الجرد الذي يساعد الباحثين على فهم الوضع البيئي واتخاذ الاجراءات اللازمة اتجاه نحو بيئة افضل للدولة وتوافق كل الخطط البيئية والاقتصادية وان كان الاعتماد على النفط بشكل كبير فأن الحلول البديلة من الممكن ان تحل مشكلة التغير المناخي السائد والذي يؤثر سلبا على التنمية المستدامة .[6]

 

أن الكويت في الوقت الحالي تسعى الى وضع خطط ادارية وتنفيذية في مجال المكافحة البيئية من خلال مشاركة في معلومات الجرد الدولية، واشار الباحثون بأنهم متفائلون بنتائج تحقق مساعي الحكومة اتجاه دمج الاهداف الاقتصادية. [7]

 

أن مستقبل الكويت اتجاه التغير المناخي من الممكن ان يكون اشبه بالرعب بسبب التغير الذي سيطرأ على المنطقة بالإضافة الى دول الخليج لأنه وباختصار شديد اثبتت الدارسات التي تؤكد معاناه الكويت من زيادة نسبة ارتفاع درجه الحرارة التي تتجازر قدرة الانسان في التحمل واكدت على ان مستقبل المناخ في الكويت سيكون شبيها بالمناخ المتطرف لصحراء تلعفر الذي يقع على جانب الافريقي من البحر الاحمر وكل ذلك يصب في زياده انبعاثات الغازات الدفيئة التي تسعى كل من  الكويت ودول الجوار في حل هذه الغازات ووضع خطط استراتيجية تقلل من انبعاثها ، بل رئيس مجلس ادارة الارصاد الجوية يؤكد لازالت الكويت تزيد من استخدامها الكثيف للنفط ومشتقاته التي تؤثر على المنطقة في المستقبل ويقلل فرص الحلول في المنطقة لان النفط ادى الى زياده طبقات الملوثة في الغلاف الجوي والذي يؤثر على منطقة الخليج بشكل عام .[8]

 

الخاتمة:

 

أن النفط يشكل عبئ كبير على منطقة الكويت والخليج بشكل عام حيث ان النفط ومشتقاته ساهمت في زيادة الغازات الدفيئة التي تعرض المنطقة الى سوء التغير المناخي، وان التغير المناخي في المنطقة لم يتغير من تلقاء نفسه وانما من جراء زيادة استخدام النفط وعدم وضع حلول سلمية تساهم في تقليل انبعاثات الغاز الدفيئة ولذلك حرصت الكويت على وضع خطط استراتيجية مستقبلية تساهم في حل التغير المناخي الذي يبين لنا ان المستقبل وخيم بالنسبة للمناخ في الكويت.

  

قائمة المصادر:

 



[1]  بوسبعين، تسعديت، " اثر التغيرات المناخية على الاقتصاد والتنمية المستدامة "، جامعه البويرة ، الجزائر

   

[2] المرحع نفسه 

   

[3] دروازة نيوز، " تقرير التغير المناخي يهدد المنشات الحيوية في الكويت "، 20-7-2016، http://kw.derwaza.cc/Home/Details/578fc3128c42537ef09b69e7_1

   

[4] المرجع نفسة  

   

[5] ايلاف، " الاحتباس الحراري يزيد الطين بله في الكويت" ، 8-9-2010، http://elaph.com/Web/elaphplus/2010/9/595137.html

   

[6]  الشرق الاوسط ، " التغير المناخي: الحلول العلمية والعملية " ، ع12666، 2-8-2013، http://archive.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=738562&issueno=12666#.WSwhjmjyu1s

   

[7] المرجع نفسه 

   

[8] البيان ، " المنطقة العربية معرضة للعواصف جراء التغيرات المناخية " 12-5-2016، http://www.albayan.ae/across-the-uae/news-and-reports/2016-05-12-1.2637785

   

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة