المقدمة:
العلاقات الصينية العربية بدأت منذ اعماق التاريخ كصداقه تشكل فيها مبدأ السلام والتعاون والانفتاح والتسامح المتبادل بين الطرفين، وتطورت العلاقات الصينية العربية بعد الحرب الباردة التي انتهى فيها الوجود السوفياتي وانطلقت الصين لتقوية علاقتها بالعالم العربي لتشكل رؤية مستقبلية بينهما، وفي ظل القرن الواحد والعشرين اصبحت الصين والعالم العربي تشكلان مبدأ التعاون والوفاق. بناء على ورد اعلاه سوف نسلط الضوء على اهم التوجهات الصينية في المنطقة العربية والتعاون المتبادل بين الطرفين.
سؤال البحث:
التوجهات الصينية في المنطقة العربية في القرن الواحد والعشرين
مشكلة البحث:
العلاقات الصينية – العربية في القرن 21
الحجة الرئيسية:
اصبحت الصين ذات مركز قوي وفعال في العالم على الصعيد السياسي والاقتصادي والتكنولوجي، وهذا ما يعكس تعاون الصين مع العالم العربي والخليجي في الآونة الاخيرة
الفرضية:
توجد علاقة بين الصين والعالم العربي.
تحليل الموضوع:
يعود تاريخ علاقة الصين بالعالم العربي في فترة استقلال الدول العربية من ناحية وتأسيس الصين من ناحية اخرى خلال فترة 1956-1990 تمت من خلالها اقامة علاقات دبلوماسية بين الدول العربية والصين، بل ان الصين كانت تدعم الحركات التحررية الوطنية في القرن العشرين وهذا يدل على عمق التعاون بين الطرفين، كانت الصين تنظر الى نفسها على انها القوة الاقتصادية المستقبلية في القرن الواحد والعشرين فلذلك توطيد علاقتها بالعالم العربي احدى اهم النقاط التي لابد ان تؤخذ بعين الاعتبار.
أشارت وثيقة سياسة الصين تجاه الدول العربية (بدون اسم، ص3) "كانت الصين تدعم بجزم نضال الدول العربية في سبيل الدفاع عن السيادة الوطنية والوحدة الترابية وصيانة حقوق المصالح القومية".
نقف قليلا عند هذا السطر ونتساءل ما مصلحه الصين وراء دفاعها للعالم العربي وسعيها لخلق علاقة تعاونيه معها؟ بلا شك ان دعمها في القرن العشرين سيقودها الى نتيجة غير متوقعه في القرن الواحد العشرين وذلك من خلال ما اشار اليه الحمد( 2005، بدون صفحه) " أصبحت الصين تبدي اهتماماً متزايداً بدعم اقتصادها وحل مشاكلها الإقليمية والانفتاح في المجالين الدبلوماسي والاقتصادي على الوطن العربي لخدمة سياستها الجديدة ودعمها في مواجهة التكتلات الاقتصادية العملاقة" ، لذلك أن اهم ما قامت به الصين هي تأسيس المنتدى الصيني العربي الذي يحاكي اطار التعاون الجماعي ويشمل مجالات عدة وينبثق منه اكثر من 10 اليات ، وتحديدا في عام 2010 تمت اقامة علاقات التعاون الاستراتيجي القائم على التعاون الشامل والتنمية المشتركة بين الصين والدول العربية.
عندما ننظر الى مصالح الصين من الدول العربية فهي كالاتي كما أشار الحمد (2005) اولا التعاون الاقتصادي على صعيد فتح الأسواق العربية وتطبيق أنظمة الإعفاءات الجمركية المتبادلة مع الصين ولا ننسى العامل المهم وهو استفادة الصين من النفط والغاز العربي دون المرور عبر معبر السياسة الامريكية، وتمكن مصلحه الصين الاهم حول دعمها كقوة دولية اقتصادية وسياسه في منظومة النظام الدولي خاصه في ظل تزايد الدول الصناعية في التجارة.
قام الحمد (2005) بالإشارة الى التبادل الثقافي بين الصين والعرب وتحقيق اسهامات مشتركة لمنع ما يسمى بصراع الحضارات، ونلاحظ في هذه الفترة ان الصين بدأت تبرز قوتها على الساحة على الصعيد الدولي، بالرغم من بعد المسافة بين الصين والدول العربية الا انها استطاعت ان تكون علاقات قوية مع العالم العربي.
وبلا شك لا يمكن للعالم العربي ان يقدم للصين هذه المصالح دون مقابل بل ان السياسة في الوقت الراهن هي تبادل المصالح لتحقيق التعاون والتكامل لذلك اهم مصالح العالم العربي اتجاه الصين هي أن يكون هناك تشجيع للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بما يحقق استقرارا سياسيا ويعالج نسبة مشاكل البطالة والفقر في البلدان العربية، أن يكون هناك تطوير التعاون العربي الصيني في مجالات الامن في الخليج ويحقق توازن مع التواجد الامريكي الاوروبي ، ويحقق الامن لدول الخليج ، الاستفادة من تطور القوة الصينية ونفوذها السياسي في تحجيم اتجاهات الهيمنة في السياسة الامريكية خاصه في سياسات النظام الدولي اتجاه الشرق الاوسط ، وما نلاحظه في الوقت الحالي ان بعض من دول الخليج تعقد اتفاقيه عسكرية بين الطرفين واصبح هناك تطور عسكري من قبل اكتساب الخبرات العسكرية الصينية.
اذا اشارت وثيقه سياسة الصين تجاه الدول العربية (2016، ص 2) " تعميق التواصل والتعاون في المجال العسكري بين الصين والدول العربية وتعزيز الزيارات المتبادلة بين القياديين العسكريين لدى الجانبين ، وتعميق التعاون في الاسلحة والأعتدة ومختلف التقنيات المتخصصة"، لم تكتفي الصين بعلاقتها مع الدول العربية ذاتها بل وطدت علاقتها مع المنظمات الاقليمية العربية حيث ان الصين اهتمت بالعلاقات مع جامعه الدول العربية واحترام جهودها الاخيرة في حماية السلام والاستقرار ، ودفع التنمية في المنطقة، بل ان الصين اعربت عن الدور الايجابي الذي يقوم به دول مجلس التعاون الخليجي ، وغيرة من المنظمات العربية شبة الاقليمية في حفظ سلام المنطقة ودفع التنمية ، بل انها مستعده ان تتواصل وديا مع هذه المنظمات.
عندما نبحث عن الاشكالات التي تقوم عليها العلاقات الصينية العربية فهي تكمن في تطور العلاقات الصينية - الاسرائيلية على حساب العلاقات مع الدول العربية، أشارت حلمي (2012) الى صعوبة اللغة الصينية مما يحول دون انتشاراها في الاوسط العربي، أن علاقات الصين بالعامل العربي دورها المستقبلي في العلاقات الدولية يستلزم وضوح روية ضد محالات التشوية والتشويش التي تقوم بها عناصر دولية معادية بهدف بث الفرقة والتشكيك والاختلاف في علاقات الطرفين.
أشار الباحث "لي وي تيان" أن التوازن السياسي في منطقة الشرق الأوسط بعد ثورات الربيع العربي تأتي على ثلاثة أشكال هي كالآتي:
الصراع بين التيارات الدينية والعلمانية في الشرق الأوسط، وصعود القوى والتيارات الإسلامية في نهاية المطاف إلى سدة الحكم في عدد من بلدان الثورات العربية. ثانياً- التناقضات الطائفية في منطقة الشرق الأوسط، فالمذاهب الطائفية، خاصة بين السنة والشيعة أصبحت تتركز بشكل متزايد في الوضع المتغير في الشرق الأوسط.
وأشار الباحثون الصينيون إلى احتمال نشوب نزاع طائفي في المنطقة سيكون له تأثيرات على الأدوار الإقليمية، خاصة في ظل حالة المنافسة على الهيمنة الإقليمية بين السعودية وإيران، بل ان هناك صراع بين عدد من البلدان المتنافسة في المنطقة على النفوذ الجيوسياسية، باستخدام المال وغيرها من الوسائل لممارسة النفوذ على البلدان التي تمر بمرحلة انتقالية،
الخاتمة:
أن التعاون بين الصين والعالم العربي ما هي الا تعاون مصلحية بين الطرفين بحيث كل منهم يكمل الثاني لأهداف تبين قيمتها في المستقبل، وتطرقنا الى اهم الاسهامات التي قامت بها الصين خاصه في القرن العشرين الذي يشهد بتطور العلاقات ، من خلال تأييد الصين لدور العالم العربي في المنطقة، واسهمت الدول العربية بتقدم العون نظرا للمصالح المتبادلة ، أن الصين في الوقت الراهن تشهد تطورات لا متي لها في ظل الوترات التي اجتاحت الدول ولكن الصين وضعت رؤية مستقبلية تطمح الى تحقيقها ، اما بالنسبة للدول العربية فأن تعاونها مع الصين يأتي لتحقيق بعض من البنود التي تطورت فيها الدول وهذا ما شهدته العالم العربي من تأسيس للمنتديات بل احيا بعض من الثقافات الصينية ليدل على عمق الصداقة بينمها .