المقدمة :
ان الدور الذي وصل فيه الانسان الى وضع الالفاظ اهتدى بحكم تفكير الى وضع قواعد لضبط اللفظ وتحديد المعنى وتنسيق العبارة وتجميلها ومنهم من يدرس اللغة العبرية كنوع من المعرفه او تعلم لغة الاعداء وان هذا البحث الذي قمت به سوف يناقش عده امور مهمة في تاريخ اللغة العبرية وما هي هذا اللغة ان اللغة العبريه لغة من عده لغات واعتمدت على اللغة العربية في كثير من الامور بالإضافة الى تعدد مراحلها المختلفة التي مرت بها من نشأه وبداية وانهيار كادت ان تزول ولكن استطاعت ان تنهض وتكون نفسها كلغة منفردة ولكن تبقى لغة صغيره لا معنى لها ونحن ندرسها لمعرفه لغة الاعداء وللتطلع والمعرفة التامة وأيضا لا ننسى ان هناك تشابه كبير بين اللغة العربية واللغة العبرية من عده نواحي من ناحية النطق والمعنى واللفظ من خلال هذا البحث سوف اضع اشكالية البحث , ما هي اللغة العبرية وكيف تطورت مراحلها ؟ وهل تأثرت اللغة العبريه بلغه الام (العربية) وما اوجهه التشابه بينهما ؟
اللغة العبرية ونشأتها واصلها :
تنتمي اللغة العبرية الى اسرة اللغات السامية وهذه الاسرة تضم اللغات التي تحدثت بها هذه الشعوب الوارده في سلسلة انساب ابناء سام وكان اول من استخدم اصطلاح اللغات السامية في العصر الحديث للإشارة الى مجموعه هذه اللغات هو الباحث الالماني شلوتسر [1]1781,اللغة العبرية القديمة قد نشأت في ارض كنعان حتى نزوح الاسرائيليين منها وهذه اللغة هي اللغة التي ورد ذكرها في سفراشيعا تحت اسم(لغة كنعان) لما هاجر العبريون الى ارض كنعان حوالي القرن 13 ق.م كانوا يتكلمون وقتها لهجة تقرب من لهجات الارامية القديمة ومن ثم راحوا يستعملون لغة البلاد التي هاجروا اليها واخذوا ينسون تدريجيا لغتهم الاصلية ,وكنعان هو ابن حام بن نوح وتسمى باسمة قسم كبير من لبنان وسوريا , وذهب بعض العلماء المحدثين الى ان كلمة (كنعان) تشمل الارض المقدسة وجزاء كبير من لبنان واللغة العبرية ليست لغة العبريين جميعا بل هي لغة فرع واحد من فروعهم وهو فرع بني اسرائيل , ونرى ان اللغة العبرية تعد من اهم اللهجات الكنعانية لأنها تعد من اغنى لغات العالم اجمع في مختلف الفنون والآداب والمعتقدات والتاريخ والعلوم ولهذه اللغة اهمية دينية كبيرة في البلاد المسيحية ذلك لان جميع اسفار العهد القديم قد دونت بها [2], اما فيما يتعلق بأصل كلمة عبري او معنى عبري فمن المعلوم ان هذه اللفظة لا تطلق إلا على من كان من ذرية ابراهيم العبري ولكن لماذا سمي ابراهيم العبري وهو ليس من بني اسرائيل ,تعود الاحداث الى رؤية المستشرقين انه تم اعتماد على نظرية احبار اليهود القدماء ان ابراهيم عرف بالعبري لأنه عبر النهر , وقال بعض العلماء ان ابراهيم وصف بالعبري لأنه منسوب الى احد ابائه الاقدمين الذي عرف باسم عبر (עבר: عِبِر)ولكن الدكتور اسرائيل ولفنسون لا يرتضى هذين الرأيين ان الكلمة ترجع الى شخص معين وإنما ترجع الى الموطن الاصلي لبني اسرائيل ,[3]ذلك ان بني اسرائيل كانوا بالأصل من الامم البدوية الصحراوية التي لا تستقر في مكان واحد بل ترحل من بقعه الى اخرى للبحث عن الملأ والكلأ فمعنى عبري اتت من عابر الصحراء , فكلمة عبري على أي حال مثل كلمة بدوي أي ساكن الصحراء والبادية وقد كان الكنعانيون والمصريون والفلسطينيون يسمون بني اسرائيل بالعبريين لعلاقتهم بالصحراء وليميزونهم من اهل العمران ولما استوطن بني اسرائيل كنعان وعرفوا المدينه والحضارة صاروا ينفرون من كلمة عبري التي كانت تطردهم بحياتهم الاولى حياة البداوة والخشونة وأصبحوا يؤثرون ان يعرفوا باسم بني اسرائيل فقط , وبما ان بني اسرائيل جاءوا بلغتهم العبرية من شبة الجزيرة العربية فقد كانت مميزات الحياة الصحراوية بارزة جدا في هذه اللغة وأيضا هناك شبة كبير بينها وبين اللغة العربية حيث نجد اسماء الاعلام العبرية القديمة شائعة الاستعمال عند العرب في الجاهليه مثل حفنى, على, نبط, عبدالله, حموال, الفادى, السعد, عفراء .
قبل الحديث عن اهم مراحل اللغة العبرية وكيفيه تطورها لابد ان نعرف المراجع التي وصلت الينا العبريه عن طريقها وكان ثلاث طرق اهمها الاسفار التي دونت بها : والمقصود بها هي اسفار العهد القديم والتلمود وملحقاتها وعدد كبير من المؤلفات الادبية والعلمية والقانونية والفلسفية التي دونها بهذه اللغة علماء اليهود في مختلف العصور اما المرجع الثاني كان من خلال النقوش الاثرية على لوحات من الصخر والمعدن وأما المرجع الثالث والأخير كان من استعمال اليهود لهذه اللغة تلاوة بعض الاوراد الدينية ونصوص التوراة وما الى ذلك [4],اما بالنسبة الى تطور اللغة العربية فقد جاءت من خلال عصرين ولكن كل عصر لدية مراحل متعددة لتطور اللغة للعصر الحديث , فقد امتازت اللغة العبرية عده مراحل منذ نشأتها حتى اليوم وامتازت كل مرحلة بنوع من المؤثرات السياسية والاقتصادية وغيرها وقد قسم العلماء تطور اللغة الى قسمين :
العصر الاول : يمتد من نشأة هذه اللغة الى اواخر القرن الرابع عشر قبل الميلاد أي طوال المدة التي كانت العبرية لغة حية يتكلم بها بنو اسرائيل وقد سميت بالعبرية القديمة لان اهم ما وصل الينا من اسفار العهد القديم وينقسم هذا العصر نفسه الى مرحلتين ,المرحلة الاولى تنتهي هذه المرحلة بنفي بابل الذي جرى سنة 587ق.م وتسمى هذه المرحلة بالمرحلة الذهبية للغة العبرية لأنها بلغت عنفوان مجدها ووصلت الى الرقي واتساع النفوذ وقوة السلطان وكانت اللغة فصيحة خالية من الدخيل اما المرحلة الثانية : تبدأ بنفي بابل وتنتهي بانقراض اللغة العبرية من التخاطب في اواخر القرن قبل الميلاد وحلول اللغة الارامية محلها وتسمى هذه المرحلة بالمرحلة الفضية للغة وقد اخذت عوامل الفناء منذ بدء هذه المرحلة تدب شيئا فشيئا الى اللغة العبرية امام انتعاش الارامية بين ظهرانيها وأمام اقتحام هذه اللغة معاقل العبرية بالتدريج حتى طغت عليها تماما كما فعلت بالا كدية على ان اليهود الذين لم ينفوا وظلوا في فلسطين لم يقلّوا على اخوانهم رغبة في الابقاء على لسانهم وان احبار اليهود ورؤساءهم لم يألوا جهدا في محاربة اللغة الارامية الطاغية [5]على منطقة الشرق الاوسط فقد بثوا الكرة بها في نفوس بني اسرائيل على ان هذا العمل لم يكن سبيلا قاطعا على ابعادها ولم يقوا على اعاقه التيار الطاغي اذ لم يكد ينتهي القرن الرابع عشر قبل الميلاد حتى كانت العبرية في عداد اللغات الميتة كتابا ومخاطبة , اما العصر الثاني يبدأ من العصر الذي انقرضت فيه العبرية من التخاطب واقتصر استخدامها على الكتابة وتلاوة بعض الاوراد والآيات أي من اواخر القرن الرابع عشر قبل الميلاد الى العصر الحاضر وينقسم هذا العصر الى مرحلتين فالمرحلة الاولى تنتهي بفاتحة العصور الوسطى وتسمى العبرية الربانية او التلمودية لان اهم ما وصل الينا من اثار وبحوث الربانيين في التلمود وهي عبارة عن دراسات في شؤون الدين والقانون والتاريخ المقدس وتختلف اثار هذه المرحلة من حيث فصاحتها وصحتها تبعا لاختلاف المؤلفين وتمتاز هذه المرحلة بشكل عام على اللغة الارامية وبعض لغات الهندو-اوروبية اما المرحلة الثانية هذه المرحلة تبدأ من فاتحة العصور الوسطى وتمتد حتى العصر الحاضر وتسمى لغة هذه المرحلة بالعبرية الحديثة وقد كتب في هذه المرحلة عدد كبير من علماء اليهود المنتمين الى مختلف الشعوب والناطقين بشتى اللغات فمنهم الالمان ومنهم الانكليز والعرب وتمتاز العبريه في هذه المرحلة بشده تأثيرها باللغة العربية واللغات الاوروبية الحديثة ويرجع الفضل للغة العربية الى شده احتكاكها بالثقافة في هذه المرحلة الى المؤلفات العربية التي نقلها علماء اليهود الى العبرية فزادوا بذلك ثروة لغتهم في الطب والعلوم والفلسفة والآداب ولم يقف الامر عند هذا الحد بل تجاوز الى ميدان الشعر نفسه فقد اقتبس اليهود هذه المرحلة بحور الشعر العربي ونظموا على غرارها باللغة العبرية وتختلف اثار هذه المرحلة[6]من حيث فصاحة اللغة تبعا للمؤلفين انفسهم ومبلغ تمكنهم من لغتهم وإلمامهم بأدبها القديمة لان اغلبهم بعيد عن لغته الاصلية وفي القرن التاسع عشر اشتدت رغبة اليهود بمختلف انحاء العالم الى احياء اللغة العبرية فوسعوا نطاق استعمالها في الشؤون الدينية والأدبية وفي ميادين الترجمة والتأليف وخاصة في اوروبا الشرقيه وفلسطين اذ حرص هؤلاء اليهود على احياء قوميتهم المشتتة ولغتهم الراكدة فحصل بعث للعبرية من جديد بفضل هذه العناية في حقول الكتابة والصحافة والآداب بل اخذ بعضهم يستخدمها لغة في التخاطب اليومي غير ان استخدامها هذا لازال ضعيفا ومحدودا ويشوبه كثير من الرطائة الغربية التابعه للغاتهم الاصلية ونوعيه ارومتهم الاوروبية.[7]
تأثير الثقافة العربية في اللغة العبرية وأوجه التشابه بينهما :
كانت للثقافة العربية اثر فعال في العصور الوسطى في تنمية اللغة العبرية والمحافظة عليها من الانقراض ,وظهر العديد من المؤلفين اليهود الذين عاشوا في الاقطار الاسلامية على تأليف الكتب اللغوية على غرار المؤلفات العربية في قواعد اللغة من صرف وبلاغة وعروض , ولم يؤلف اليهود كتباَ علمية في قواعد لغتهم إلا بعد ان تتلمذوا للعرب وبعد ان نشئوا في مهد الثقافة الاسلامية ,وأيضا لقد نقل اليهود الى لغتهم العلوم الاسلامية كاللاهوت والطب والفلسفة وغيرها ككتب ابن سينا وكتاب تهافت الفلاسفة للغزالي وادى هذا الاحتكاك الى تهذيب العقيدة اليهودية فيما يتعلق في الذات الالهية وصفاتها ,ويسمى مؤرخوا الادب العبري العصر الاندلسي بالعصر الذهبي للغة العربية.ولقد كان العصر الاندلسي العصر الذهبي الثاني للأدب العبري ,اما اوجه التشابه والاختلاف بين اللغة العبرية واللغة العربية
فأن اللغة العبرية لا تعتبر لغة بل لهجة لان وجود طائفة كبيرة من الكلمات العبرية اشتملت عليها العربية والعربية كما نعلم تحتوي على كم هائل من الكلمات التي تفوق العبرية لذلك يقود الاعتقاد ان العبرية ليست إلا لهجة عربية عادية ,[8]اللغة العبرية لغة حديثة ولكن عند اللغويين تعتبر لغه على المستوى السادس أي انها لغة ناقصة وإنها لغة جذورها اللغوية 2500 جذر لغوي والعبرية لها 19 حرف ولكن العبرية الحديثه زادت عدد اللغات فأصبحت 22 حرف هذه اللغة فقيرة امام اللغة العربية لان اللغة العربية تملك 28 حرف وفي الوقت نفسه اللغة العربية لغة الام التي تعتبر اقدم لغة في التاريخ يعود عمرها حوالي 8000 سنه قدماَ بينما تاريخ اللغة العبرية 400 سنه فالقديم ابقى أما من ناحية الجذور والمنشأ والأصل ولها 16 الف جذر لغوي اما العبري لا تتعدى 2500 جذر لغوي ولكن في الوقت نفسه هناك شبه كبير بينهما من ناحية الحروف مثل السين والشين والنون اما الكلمات مثل كلمه (سفر-كتاب) والارقام ( واحد – ايحاد)أربعه اربعا)(عشرعسرا)(تسعه-تشعه) وايضا بعض الكلمات مثل (الاب-آب)(ام-ايما)(بنت-بت)(اخ-احا)(يد-يد)(سن-شن)(تلميد-تلميذ)(شالوم-سلام)وغيرها من الكلمات والمعاني المختلفة فمن خلال دراستي للغة العبرية ارى ان اللغة العربية هي ام اللغات والتي من خلالها تتفرع اللغات الاخرى واللغة العبرية جزء لا يتجزأ من اللغة العربية حيث انها تشابه اللغة العربية من المعاني خاصة القران الكريم ورد فيه( كمثل الحمار يحمل أسفارا ) فكلمة اسفارا باللغة العبرية هي(سيفر- الكتاب) والمعنى باللغة العربية هي الكتاب لذلك نرى ان هناك تشابه كبير بين اللغتين لان العبرية اخذت من اللغة العربية العديد من الكلمات.[9]
الخاتمة :
ان اللغة العبريه لغة دخلت عليها العديد من اللغات كالكنعانية والآرامية والسامية وفسرنا ان كلمه عبري اتت من كلمة البدوي أي سكان الصحراء الذين ينتقلون من مكان الى مكان لأجل الحياة بالاضافه الى تعدد مراحل اللغة العبرية وتطورها مع الزمن حتى شكلت لغة فقيرة غير متكاملة , ولا ننسى فضل اللغة العربية عليها حيث ان اللغة العبرية تأثرت بشد على الثقافة العربية من ناحية الشعر والأدب والأدباء واهم ما ورد في هذا البحث هو التشابه الكبير بين اللغتين خاصة في الحروف والكلمات والأرقام من ناحية النطق ومن ناحية اخرى نرى ان القران الكريم يحمل الكثير من الكلمات التي استخدمتها اللغة العبرية واستخدمت معانيها , لذلك لا يمكن ان ننكر ان اللغة العبريه لغة صغيره ولغة تحت لغة الام وهي العربية
المصادر:
[2] الدكتور ربحي كمال , دورس اللغه العبرية, عالم الكتب, بيروت , 1982ص:32
[3] ربحي كمال ,مرجع سابق,ص:34-35
[5] الدكتور محمد التونجي , اللغة العبرية وادابها, دار الجليل ,ليبيا , 1973,ص :23-26
[6] الدكتور يحيى عبدالرؤوف جبر,الدكتور غانم مزعل,العبرية لهجه عربية عادية(دراسة لغوية مقارنه ما بين العربية والعبرية),كلية الدراسات العليا جامعه النجاح,فلسطين,2000,ص:7-9
[7] على رؤوف سيد مرسي ,بنو اسرائيل والعبرية الحديثة, مطبوعات جامعه الكويت , الكويت , 1988,ص:9-37
[8] الدكتور ربحي كمال , دورس اللغه العبرية, عالم الكتب, بيروت , 1982
[9]فاطمة حمد المري , رأي شخصي حول تشابه اللغه العربية والعبريه