08 Nov
08Nov

المقدمة:

الثقافة ماهي الا ثقافه امه من الامم من لغة وتقاليد وعادات وفنون واديان وغيرها تخفي خلفه افتراضيات غير منطوق بها ، وعندما ننظر الى الثقافة السياسية فأنها تعتبر من اسس النظم السياسية التي تهتم بشكل النظام الحكم واليات اتخاذ القرار السياسي لذلك تعكس الثقافة السياسية على السياسة الخارجية الامريكية الروسية بشكل كبير وتلعب دورا في تغير بنية سياستها ، وبناء على ورد اعلاه سوف نسلط الضوء على دور الثقافة السياسية وتأثيرها على صنع السياسة الخارجية في روسيا والولايات المتحده.

الثقافة السياسية الامريكية:

عندما ننظر الى جوهر الثقافة السياسية الأمريكية فأنها تشتمل على عناصر الحرية المطلقة، والمنافسة العسكرية والعلمية، والهيكلة السياسية الديموقراطية، وحرية التعبير بالإضافة الى الإمكانيات المادية والمعنوية ونستطيع ان نقول ان كل هذه العناصر التي قامت عليها الثقافة الأمريكية، استطاعت أن تحقق هذه الطفرة في كافة المجالات لسبب رئيسي، هو هجرة العقول العلمية والادبية والثقافية والاقتصادية من أوروبا تجاه الشاطئ الأمريكي، في الوقت الذي كانت أوروبا وأغلب دول العالم تحت وطأة الحرب العالمية الثانية  

 

الثقافة السياسية لروسيا:

 

 تقوم الثقافة السياسية الروسية على عدة دعامات الهوية وهي دعامة أساسية لم تتبلور بعدُ على الرغم من محاولات دؤوبة؛ لتثبيت مكوّناتها تثبيتًا نهائيًا على يد القادة المعاصرين، دور القوة والتوسع في الثقافة السياسية الروسية الثقافة السلطوية في الماضي والحاضر.

 

ويمكن أن يلزم عن هذه الدعامات سمات أخرى: فالجماعية لازمة عن السلطوية، والشغف بالتوسع لازم عن القوة، والكذب الذي تمارسه الحكومة على شعبها ميكانيزم تتطلبه المسافة بين المستبد ورعاياه. تمثل القوة الفائقة عنصرًا أساسيًا من عناصر الثقافة السياسية الروسية، وهي لذلك متغير مركزي في السياسة الخارجية الروسية، ويرتبط بهذه القوة لازم عنها يجسدها هو التوسع؛ فهو أساسي من أجل الهيمنة التي تمثل الغاية من القوة.

 

عرفت السياسة الخارجية الامريكية كظاهرة سياسية ذات ابعاد تجريبية تتعلق بالواقع القائم ليعكس النوايا والخطط والقرارات التي تتطلع الدولة الى تحقيقها لخدمة اهدافها الخارجية وان أبرز ما يميز السياسة الخارجية عن غيرها ان لها القدرة والصلاحية على جعل الاخرين ينفذون ما يريدون

 

أما بالنسبة للسياسة الخارجية الروسية فهي مختلفة تماما عن الولايات المتحدة خاصه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي اذ انها اخذت طابع العزلة نظرا لتفكك الدولة وما يميز روسيا عن الولايات المتحدة بانها لازالت دولة شيوعيه بينما الولايات المتحدة رأسمالية وعليه فأن سياستها الخارجية بعد وصول بوتين للسلطة اصحبت ذات قوة ومكانه عالمية في السياسة العالمية اعتمد في ذلك على مقومات مهمه تملكه روسيا وتهدف السياسة الروسية الى تطوير دور روسيا في عالم متعدد الاقطاب اذ انه لا يريد ان يخضع لأي هيمنه قوى عظمى بل يريد ابراز وجوده على العالم الخارجي وتسعى الى استعادة دورها في الشرق الاوسط واسيا وعدم السماح للغرب بتهميش دورها 

 

 الثقافة السياسية الامريكية لعبت دورا كبيرا في تحريك السياسية الخارجية اذ انها كونت الاحزاب السياسية نظرا الى كون المجتمع الامريكي مجتمع فسيفساء أي انه متعدد ومختلف الاجناس اضافة الى ذلك نرى ان الثقافة السياسية الامريكية كونت النظام الاقتصادي العالمي ونقصد به الاقتصاد المتنوع والمختلف من قبل اصحابها وبالجدير بالذكر ان ثقافه الولايات المتحدة تقوم على حق تقرير المصير وحق التعبير عن الرأي الذي يعكس سياستها الخارجية في العالم والدليل على ذلك مؤتمر عصبة الامم الذي نادى بحق تقرير المصير ، نرى ان الثقافة السياسية الامريكية جعلت امريكا وسياستها الخارجية تكتسب قوتها من قدرتها الكاملة على تحمل الاوضاع الداخليه والخارجية في العالم خاصه ان السياسة الخارجية الامريكية لها دور فعال في الشرق الاوسط وبالتحديد علاقتها مع العالم العربي وتحمل الصعوبات التي تواجهه هذه البلدان اذا ان لها رؤية للسلام كما يدعون للشرق الاوسط .

أشرنا سابقا أن الثقافة السياسية الروسية تقوم على الهوية ودور القوة في التوسع في الثقافة السياسية الروسية والثقافة السلطوية في الماضي والحاضر، لذلك عندما ننظر الى دور الثقافة السياسية الروسية في تحريك السياسة الخارجية فأنها ساهمت في التعبير عن المطالب والمصالح السياسية والاستجابة اليها والتأثير في عمليات نشر الوعي السياسي وتوسيع المشاركة وارساء وجهات نظر جديده لدى الجمهور وتعزيز نوعية الحياة السياسية والاقتصادية

 

تمثل القوة عنصرا فعالا في الثقافة الروسية السياسية اذ انها تدعم السياسية الخارجية وتعتبر متغير مركزي في السياسة الخارجية الروسية ويرتبط بهذه القوة لازم عنها يجسدها هو التوسع فهو اساسي من اجل الهيمنة التي تمثل الغاية من القوة والقوة الثقافية السياسية هي النهج الذي اتبعته روسيا في سياستها الخارجية في القرن 21 عندما تدخل روسيا في جورجيا التي تفاقم الوضع فيها الى جانب حكومتي ابخازيا واوستيا الجنوبية ففصلتهما عن جورجيا واعترفت باستقلالها كدول ذات سيادة .

 

 عندما ننظر الى اوجه الاختلاف للولايات المتحدة وروسيا نرى بأن الولايات المتحدة ما هي الا دولة رأسمالية تختلف سياستها الثقافية عن روسيا التي انتهجت النهج الشيوعي والتي كانت تهدف الى جعل العالم ذو قطب واحد شيوعي النظام ، لذلك اسس السياسية الخارجية بين الطرفين تختلف كما ذكرنا سابقا ان الولايات المتحده دولة ذات مجتمع فسيفساء بينما روسيا ذات مجتمع يحكمه نظام واحد هدفه بروزه على العالم ليصبح قوة عظمى في الشرق الاوسط والعالم اجمع ، ولا ننسى أن سياسه الولايات المتحده كانت سياسه تقوم على الحرية المطلقة وحق التعبير عن الرأي بينما روسيا سابقا في القرن العشرين كانت تقوم سياستها على السلطة المطلقة مثل الاستعمار

 

أما بالنسبة لأوجه التشابه بين الولايات المتحده وروسيا فهي كالاتي ان هدفهم واحد وهي كيف اصبح قوة عظمى تحكم العالم ، بالإضافة الى سياستهم الخارجية التي لديها رؤية حول التوسع باستخدام القوة و رؤيتهم للشرق الاوسط بأنها مركز مهم لابد من يكونوا جزء منها ، الثقافة السياسية الروسية الامريكية تتشابه في دفع البلدين الى تقوية سياستها الخارجية ومصالحها مع العلاقات الخارجية فلكلاهما لديه منظور معين لما يحدث في النظام الدولي وعندما نسلط الضوء على اوجهه التشابه من الناحية الاقتصادية فأن كلا البلدين تمتلك اكبر قوة اقتصادية في العالم وذلك لان الثقافة السياسية للبلدين تمكنها من ذلك ، اما بالنسبة للنظام السياسي فأنها كلا البلدين لهم حق الرأي للتعبير عنه وللشعب له حقوق واجبه على الدولة .

  

النتائج:

 
  • الثقافة السياسية الامريكية هي الجوهر الاساسي للولايات المتحده وسياستها الخارجية حيث انها تشمل العناصر التي توثر على السياسة الخارجية
  • الثقافة السياسية الروسية لديها ركائز تقوم عليها كما ذكرناها سابقا وهي الهوية والقوة الثقافية التي تحرك السياسة الخارجية
  • السياسة الخارجية الامريكية ما هي الا سياسة ذات بعد تجريبي تعكس الخطط الاستراتيجية للدولة والتي تتطلع الى تحقيقها
  • مكنت السياسة الثقافية الامريكية على تحريك السياسة الخارجية من خلال تنوع الاحزاب السياسية وحقوق الشعب الناتجة عن حق تقرير المصير
  • لعبت الثقافة السياسية الروسية على توسع سياسة الخارجية من خلال منظور واضح وهو دور القوة في التوسع في الثقافة السياسية الروسية
  • أبرز الاختلافات التي كانت بين البلدين كانت اختلافات حول امتلاك السلطة وتسيير الثقافة نحو الوصول اليها
  • اما التشابه فكانت حول رؤية المجتمع لكلا البلدين للنظام القائم للدولة

   

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة