المقدمة:
الثقافة ماهي الا ثقافه امه من الامم من لغة وتقاليد وعادات وفنون واديان وغيرها تخفي خلفه افتراضيات غير منطوق بها ، وعندما ننظر الى الثقافة السياسية فأنها تعتبر من اسس النظم السياسية التي تهتم بشكل النظام الحكم واليات اتخاذ القرار السياسي لذلك تعكس الثقافة السياسية على السياسة الخارجية الامريكية الروسية بشكل كبير وتلعب دورا في تغير بنية سياستها ، وبناء على ورد اعلاه سوف نسلط الضوء على دور الثقافة السياسية وتأثيرها على صنع السياسة الخارجية في روسيا والولايات المتحده.
الثقافة السياسية الامريكية:
عندما ننظر الى جوهر الثقافة السياسية الأمريكية فأنها تشتمل على عناصر الحرية المطلقة، والمنافسة العسكرية والعلمية، والهيكلة السياسية الديموقراطية، وحرية التعبير بالإضافة الى الإمكانيات المادية والمعنوية ونستطيع ان نقول ان كل هذه العناصر التي قامت عليها الثقافة الأمريكية، استطاعت أن تحقق هذه الطفرة في كافة المجالات لسبب رئيسي، هو هجرة العقول العلمية والادبية والثقافية والاقتصادية من أوروبا تجاه الشاطئ الأمريكي، في الوقت الذي كانت أوروبا وأغلب دول العالم تحت وطأة الحرب العالمية الثانية
تقوم الثقافة السياسية الروسية على عدة دعامات الهوية وهي دعامة أساسية لم تتبلور بعدُ على الرغم من محاولات دؤوبة؛ لتثبيت مكوّناتها تثبيتًا نهائيًا على يد القادة المعاصرين، دور القوة والتوسع في الثقافة السياسية الروسية الثقافة السلطوية في الماضي والحاضر.
ويمكن أن يلزم عن هذه الدعامات سمات أخرى: فالجماعية لازمة عن السلطوية، والشغف بالتوسع لازم عن القوة، والكذب الذي تمارسه الحكومة على شعبها ميكانيزم تتطلبه المسافة بين المستبد ورعاياه. تمثل القوة الفائقة عنصرًا أساسيًا من عناصر الثقافة السياسية الروسية، وهي لذلك متغير مركزي في السياسة الخارجية الروسية، ويرتبط بهذه القوة لازم عنها يجسدها هو التوسع؛ فهو أساسي من أجل الهيمنة التي تمثل الغاية من القوة.
أما بالنسبة للسياسة الخارجية الروسية فهي مختلفة تماما عن الولايات المتحدة خاصه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي اذ انها اخذت طابع العزلة نظرا لتفكك الدولة وما يميز روسيا عن الولايات المتحدة بانها لازالت دولة شيوعيه بينما الولايات المتحدة رأسمالية وعليه فأن سياستها الخارجية بعد وصول بوتين للسلطة اصحبت ذات قوة ومكانه عالمية في السياسة العالمية اعتمد في ذلك على مقومات مهمه تملكه روسيا وتهدف السياسة الروسية الى تطوير دور روسيا في عالم متعدد الاقطاب اذ انه لا يريد ان يخضع لأي هيمنه قوى عظمى بل يريد ابراز وجوده على العالم الخارجي وتسعى الى استعادة دورها في الشرق الاوسط واسيا وعدم السماح للغرب بتهميش دورها
الثقافة السياسية الامريكية لعبت دورا كبيرا في تحريك السياسية الخارجية اذ انها كونت الاحزاب السياسية نظرا الى كون المجتمع الامريكي مجتمع فسيفساء أي انه متعدد ومختلف الاجناس اضافة الى ذلك نرى ان الثقافة السياسية الامريكية كونت النظام الاقتصادي العالمي ونقصد به الاقتصاد المتنوع والمختلف من قبل اصحابها وبالجدير بالذكر ان ثقافه الولايات المتحدة تقوم على حق تقرير المصير وحق التعبير عن الرأي الذي يعكس سياستها الخارجية في العالم والدليل على ذلك مؤتمر عصبة الامم الذي نادى بحق تقرير المصير ، نرى ان الثقافة السياسية الامريكية جعلت امريكا وسياستها الخارجية تكتسب قوتها من قدرتها الكاملة على تحمل الاوضاع الداخليه والخارجية في العالم خاصه ان السياسة الخارجية الامريكية لها دور فعال في الشرق الاوسط وبالتحديد علاقتها مع العالم العربي وتحمل الصعوبات التي تواجهه هذه البلدان اذا ان لها رؤية للسلام كما يدعون للشرق الاوسط .
أشرنا سابقا أن الثقافة السياسية الروسية تقوم على الهوية ودور القوة في التوسع في الثقافة السياسية الروسية والثقافة السلطوية في الماضي والحاضر، لذلك عندما ننظر الى دور الثقافة السياسية الروسية في تحريك السياسة الخارجية فأنها ساهمت في التعبير عن المطالب والمصالح السياسية والاستجابة اليها والتأثير في عمليات نشر الوعي السياسي وتوسيع المشاركة وارساء وجهات نظر جديده لدى الجمهور وتعزيز نوعية الحياة السياسية والاقتصادية
تمثل القوة عنصرا فعالا في الثقافة الروسية السياسية اذ انها تدعم السياسية الخارجية وتعتبر متغير مركزي في السياسة الخارجية الروسية ويرتبط بهذه القوة لازم عنها يجسدها هو التوسع فهو اساسي من اجل الهيمنة التي تمثل الغاية من القوة والقوة الثقافية السياسية هي النهج الذي اتبعته روسيا في سياستها الخارجية في القرن 21 عندما تدخل روسيا في جورجيا التي تفاقم الوضع فيها الى جانب حكومتي ابخازيا واوستيا الجنوبية ففصلتهما عن جورجيا واعترفت باستقلالها كدول ذات سيادة .
أما بالنسبة لأوجه التشابه بين الولايات المتحده وروسيا فهي كالاتي ان هدفهم واحد وهي كيف اصبح قوة عظمى تحكم العالم ، بالإضافة الى سياستهم الخارجية التي لديها رؤية حول التوسع باستخدام القوة و رؤيتهم للشرق الاوسط بأنها مركز مهم لابد من يكونوا جزء منها ، الثقافة السياسية الروسية الامريكية تتشابه في دفع البلدين الى تقوية سياستها الخارجية ومصالحها مع العلاقات الخارجية فلكلاهما لديه منظور معين لما يحدث في النظام الدولي وعندما نسلط الضوء على اوجهه التشابه من الناحية الاقتصادية فأن كلا البلدين تمتلك اكبر قوة اقتصادية في العالم وذلك لان الثقافة السياسية للبلدين تمكنها من ذلك ، اما بالنسبة للنظام السياسي فأنها كلا البلدين لهم حق الرأي للتعبير عنه وللشعب له حقوق واجبه على الدولة .
النتائج: