06 Dec
06Dec

المقدمة:

تتقدم الدول حسب ما تنتجه خلال فترة زمنية قصير او طويلة المدى فالثورة الصناعية خلقت قوة اقتصادية في بريطانيا ومن ثم اوروبا والنفط لعب دور كبير في غير حياه الخليج سياسيا واقتصاديا واجتماعيا بل جعلهم يخرجون من حياه الى حياة اخرى، وهناك دول شكلتها معاهدات وتكونت بفضلها كمعاهده وستفاليا التي ساهمت في قيام الدول القومية التي اتخذت لنفسها مسار اخر في تحقيق مبادئ وقوانين مختلفة عن سابقها، فبناء الدول يأتي من خلال ما تنتجه الدولة ذاتها وكيف تبني دولة نفسها وتطورها اذا لم تتوفر الامكانيات مثل الموارد الطبيعية او حتى الفكر الذي يقوده الشعب ،وبناء على هذه المقدمة سوف اسلط الضوء على سياسه بناء وتطور الدولة من خلال مبادئ التنمية المستدامة والتطور النفطي وانفاق ريع النفط للدول لاحقة النمو وسنضعها في صياغ تاريخي سياسي اقتصادي . وما العوامل المؤثرة في صياغة وتطبيق هذه السياسات.

يعتبر عماد النهضة الصناعية ومطور الاقتصاد في القرن الحالي وله انعكاسات مباشرة على الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية بل لها إثر واضح حول تغير المجتمع من حال الى حال اخر على سبيل المثال دول مجلس التعاون الخليجي التي نالت نقلة تطورية أربعينيات القرن الماضي بل ساهمت في ربط النفط بالتنمية البشرية والمستدامة والتنمية الاقتصادية بل أصبح النفط هو من يجعل الدولة غنية وفقيرة لذلك يلعب النفط دور مهم في بناء الدولة من جميع النواحي.

سنشير الى دولة ونطبق سياسة النفط عليها السودان كما نعلم ان قبل عام 1999 كانت تعتمد على الموارد التقليدية في مجال الزراعة والثروة الحيوانية واعتقد ان هذه المجال لا يساوي شي امام النفط فمع دخول النفط كمصدر حديث على السودان ركز الكثير على ان الوسيلة الوحيدة لرفع مستوى الاقتصادي السوداني هو النفط التي يساهم في تنمية الدولة في كافة المجالات وسيساهم النفط على الاستقرار على مستوى اداء الاقتصاد السوداني مما يؤدي الى زيادة فرص العمل لديهم

وعندما ننظر الى إثر النفط والتنمية على اقتصاد الدول اللاحقة النمو على مر الوقت هو استقرار سعر الصر ف وتحقيق معدلات نمو مستقر وفتح افاق التنمية بكل انواعها بل انه أسهم الى توفير الخدمات الاجتماعية من انشاء المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس البنى التحتية ومثال على ذلك في القرن العشرين هي دول الخليج التي مع عصر النفط بدأت تنظر الى اساسيات الدولة وكيفية بناءها وفق رؤية مستقبلية بينما في القرن الواحد والعشرين احدى الدول النامية وهي السودان.

 

  احدى اهم المنظمات التي برز دورها في القرن العش رين هي منظمة اوبك التي جاءت في فترة مهمه وهي بعد الحربين العالميتين الاولى والثانية حيث ان اتفاقيات الامتياز كانت تحت سلطة دول لاحقة النمو مثل السعودية والعراق وكانت نتيجة هذه المنظمة انها اصبحت دول منتجة للنفط ومستخرجة لها اما بالنسبة للإيرادات فالمستفيد هي الدول ومن ثم الشركات.

وهناك قرارات هزت العالم ساهمت في تطوير دولة ومنا قرار تأميم النفط وسأحدد العراق بعام 1972 حيث قرار تأميم النفط كانت نتائجه مفيدة للدولة بل انها اعادت بناء العراق على سبيل المثال: وضع اساس الراسخ والمتين لبناء العراق الحديثة والمشروع القومي النهضوي حيث نقل تأميم النفط العراق الى مصافي الدول المتقدمة والمتطورة والصناعية وحققت قفزة انتقالية على كافه الأصعدة الداخلية بعد معاناه الشعب من الجوع والفقر والمرض اذا قرار تأميم النفط كان ناجح لبناء اساسيات الدولة والعراق تشهد على ذلك هذا على الصعيد الداخلي ونعلم انه ضار على الصعيد الدولي .

وحتى نكون في صورة اوضح النفط في العراق تحديدا بعد الحرب العراقية الايرانية استنزف من قبل الحرب مما أسهم الى غزو الكويت لأجل النفط واصلاح الدولة ولكن هذا الغزو كانت نتيجته اسوء وهي غزو الولايات المتحدة للعراق في 2003 بسبب غلطه ارتكبتها العراق.

ولكن هل النفط نعمه ام نقمه؟ هل النفط فعلا يساهم في بناء الدولة كما في الخليج والعالم العربي؟ تتفاوت الاجوبة ما بين نعم ولا، لان لا يمكن لنا ان ننكر المرض الهولندي الذي اصاب هولندا حيث انها تمتعت بكميات كبيرة من الغاز الطبيعي حيث انها قامت بتصديرها الى الخارج مما أضعف سائر القطاعات الانتاجية وقلل فرص الاستثمار محليا

 أن النفط يعتبر في بعض الحالات نقمة على الدولة ذاتها والسبب يكمن في نشوب الصراعات الدولية على بقعه جغرافية تتميز بوفرة النفط عليها لذلك النفط لا يمكن ان نحدده بأنه مورد ثابت ومورد يساهم بإنهاض الدولة لأنه ايضا يعتبر مورد يستخدم للحرب على سبيل المثال الحرب العراقية، ولا يمكن ان ننكر فضائل النفط على الدول الخليجية والدول الصناعية الكبرى لأنها لعبت دور بارز لا يمكن ان يستهان به.

هل تعتبر الدول الريعية أحد مقومات الدولة ونهضتها؟ يؤكد الباحثين ان الدولة الريعية تتميز بمصدر ثابت ولها ابعاد مختلفة اولا تتميز بزيادة الموارد المعدنية وهذه الموارد تعود ملكيتها للدولة والدلة لها الاحقية في التصرف بالموارد المعدنية في سبيل نماء الدولة وتطورها وتنميتها وهناك باحثين يؤكدون بان الدولة الريعية دولة تحتكر كل شي ولا يوجد بها مميزات ولكن ما تشهده الخليج عكس ما يتوقعه الباحثين  

عندما نشير الى عوامل التي تؤثر على صياغة سياسات بناء الدولة نرى أن هناك سياسات عده ساهمت في بناء الدولة اولها استثمار العائدات النفطية التي يعود أثرها على الدولة بالمنفعة ثانيا تأميم النفط لوحظ في العراق ان تأميم النفط أنتج تطورات في بناء الدولة وكذلك في الخليج في عام 1973، ومنظمة اوبك تعتبر سياسة تبنى عليها الدولة ومع زيادة انتاج النفط ستساهم في تغير سياسة الدولة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، بينما سياسة الريع فهي بالتأكيد من وجهه نظري انها مفيدة للدولة لأنها تمتلك النفط لتنمية الدولة واسسها.

الخاتمة:

ان بناء الدول لا تقتصر على المنظور  الاقتصادي هناك دول قامت نتيجة المنظور السياسي والاجتماعي ولكن الافضل هي الاقتصاد لان النفط عندما ظهر في الخليج غير الخليج بشكل كبير بل جعلت الخليج تنظر الى العالم الخارجي من منظور انه قوة عالمية، وكما نعلم ان الدول النفطية استغلت النفط لتنمية الدولة وتطورها من جميع النواحي وبناءها على صياغ اخر يواكب رؤية المستقبل ، أن الاقتصاد كما ذكرناه يتكون من نظم مختلفة على حسب الموارد المعدنية المستخدمة، النفط كمورد خام مهم ساهم في خلق صراعات ونزاعات في الشرق الاوسط بل اسهم في رسم الحدود للدول المالكة للنفط تحت سلطه الدول العظمى ، ويشهد القرن العشرين نقله تطورية نتيجة النفط في الشرق الاوسط بل ان الدول الغربية حرصت ان تكون علاقه وطيده مع دول العربية والخليجية نتيجة ما تخزنه من موارد وتكوين منظمات ومعاهدات واتفاقيات لأجل النفط، وتكوين علاقه بعيده المدى بين الطرفين اولا لأجل النفط وثانيا لأجل التنمية والتطور من كافه الأصعدة ، ونستخلص مما يلي أن الدولة الريعية ومورد الخام النفط والمنظمات الاقتصادية هي من اسس بناء الدولة ومقوماتها ورؤيتها المستقبلية، وكيفيه ادارة النفط وفق معايير تنموية وفق معايير تساهم في خطط استراتيجية لبناء الدولة لان في الاخير النفط ماده غير ثابته وعليه الاعتماد على موارد مختلفة

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة