11 Nov
11Nov

المقدمه

شهد العالم الاسلامي بروز قوة عظمى وهي الدولة السلجوقيه والتي اصبحت قوة فتية منذ اوئل القرن الخامس الهجري بعد ان تمكنوا من الانتصار على الدولة الغزنوية واقامة دولة لهم في عام 1037 وكان العالم الاسلامي قبل ظهور السلاجقه تعاني من تنازعات وخلافات بين ثلاث قوى اسلامية من الناحية الدينية وهي الدولة العباسية ومقرها بغداد والفاطيمة ومقرها مصر والدولة الاموية ومقرها قرطبة في بلاد الاندلس ونرى ان الدولة السلجوقيه استغلت فرصه التنازع بين الطرفين لتفرض نفسها في العالم الاسلامي وتبسط سيطرتها على اهم المناطق الاستراتيجيه لتدفع نفسها الى داخل العالم الاسلامي واصبحت الدولة السلجوقيه لها اثر على تاريخ الشرق والغرب بسبب ما حققته من انتصارات مع الدولة الرومانية التي ادت في النهايه الى قيام الحروب الصليبية .

قيام الدوله السلجوقيه في العراق حتى نهاية السلطان الب ارسلان

السلاجقة مجموعه من القبائل التركية التي تنتمي إلى طائفة (الاغوز ) وعرف هذا الفرع باسم السلاجقة نسبه إلى جدهم سلجوق بن دقاق ,وقد اخذ اسم السلاجقة يذكر بالكتب بعد أن تولى سلجوق بن دقاق زعاماتهم ووحد شملهم وقادهم إلى منازلهم في الهضاب ويبدو أن القبائل التركية التي تنتمي إليها السلاجقة هاجرت من أقصى تركستان في القرن الثاني الهجري ثم أخذت تنتقل في إنحاء تركستان متجه نحو الغرب حيث تتوافر المياه حتى طاب المقام في القرن الرابع عشر الهجري[1]  , أن أسباب هجره السلاجقة تعود إلى عده عوامل أساسيه جعلت السلاجقة يهاجرون ومن أهمها سوء الحالة الاقتصادية نتيجة كثره عدد أفراد القبائل وقله الموارد التي تفي باحتياجات هؤلاء الإفراد وقسوة الطبيعة مما جعل موطنهم الأصلي غير صالح لاستمرار حياه القبائل فيها وأخيرا تغلب قبائل أكثر قوه على السلاجقة وانتزاع أراضيهم مما دفع السلاجقة للبحث عن مكان أخر تنزل فيه وتتخذه موطنا لها[2] من الثابت أن السلاجقة دخلوا الإسلام قبل قيام دولتهم بنصف قرن من الزمن ويبدوا إن منازلهم قريبه من الغزنويين والخانيين المسلمين السنيين والسبب في سرعه انتشار الإسلام بين القبائل السلجوقية هو إتباعهم المذهب السني ,قيام الدولة السلجوقية من خلال  ما قامت به من أعمال واحتلال وسيطرة على الدول المجاورة  وأخذا السلاجقة في  أواخر القرن الرابع الهجري يجنحون إلى شي من الاستقرار  بالقرب من موارد الطبيعية أما في القرن الخامس الهجري أقاموا السلاجقة في بلاد ما وراء النهرين وكانت الدولة السامانية قد سقطت فقسمت البلاد التي كانت تحت سيطرتها بين الخانيين وتولى (إسرائيل ) زعامة السلاجقة بعده وفاه أبيه سلجوق وهكذا وجد السلاجقة أنفسهم يشتركون في الأحداث التي تقع في منطقه بلاد ما وراء النهرين حتى أصبحوا قوه يشعر بها حكام المنطقة.  [3]شهد النصف الأول من القرن الخامس الهجري ظهور قوه السلاجقة وتحسن أحوالهم في بلاد ما وراء النهرين وتمكنوا خلال أعوام قليله تكوين جيش قوي مما ادى الى ازدياد,  مخاوف السلطان محمود الغزنوي من ناحيتهم بمحاولتهم توسيع دائرة ممتلكاتهم بالاغاره على الأراضي المجاورة لاماكن نزولهم فأدرك السلطان محمود خطر هذه القبائل على ممتلكاته فبادر بالاستجابة لرغبه الخانيين عن تدبير مؤامرة ضد (إسرائيل) والقضاء على الخطر السلجوقي فقام السلطان محمود بإرسال رسالة إلى إسرائيل يدعوه بالالتقاء به بالغرب من شاطئ نهر جيحون حيث اعد مخيما لاستقباله لعقد اتفاق بين الطرفين لتنظيم وسائل التعاون ولكن إسرائيل خدع بما جاء في رسالة السلطان محمود وعندما وصل (إسرائيل) استقبله السلطان ورحب به وعقد ميثاق معهم يسجل الرغبة في التعاون معه وكان محمود يتظاهر بالمحبة لكن خلف هذه المحبة غدر وخيانة ولكن لابد أن نعرف كيف استطاع السلطان محمود أبعاد (إسرائيل ) عن بلاده ؟  قاموا بتكريمهم وأقاموا ولائم ثم قدموا لهم اكبر قدر من الشراب وفي الليلة المحدد للقبض عليه فلما أسرفوا السلاجقة بالشرب واستغرقوا بالنوم كلبوه بالحديد وحملوا إلى السجون في كالنجار وظل إسرائيل في السجن حتى توفي فيها وكانت فتره اغتياله 7 سنوات, [4].رأى ميكائيل أن الحرب على السلطان محمود غير مجديه وقد يضعف قوه السلاجقة نظرا لقوه الدولة الغزنوية فأرسل ميكائيل رسالة إلى السلطان محمود يتلمس الإذن للسلاجقة بالمرور على الأراضي التي تخضع لسلطان والرحيل إلى إقليم خراسان ,  استغل ميكائيل هذه الرسالة للتوغل داخل أرجاء مدينه السلطان والسيطرة عليها فكانت هذه الرسالة مفتاح دخول ميكائيل داخل دوله الغزنويه كما رأينا أن حجه ميكائيل هي أن مقامهم أصبح يضيق عليهم وان مراعيهم أصبحت لا تفي باحتياجاتهم [5] لذلك طلب من السلطان عبور النهر والاقامه في خراسان لم يدرك السلطان محمود خطورة هذه الرسالة وكان هناك مخاوف من قبل ولاه الغزنويين ولكنه لم يهتم بهم وفي أخر لحظه أحس السلطان محمود بالندم الشديد للسماح لهم بالعبور وعندما توفي السلطان محمود في عام 1030 أخذت قوه الغزنويين بالضعف كما توفي إسرائيل وخلفه (طغرلبك) وانتهز السلاجقة فرصه وفاه السلطان محمود والأخذ بالثأر وتوسع رقعه الأرض واخذ طغرلبك بمساعده من أخيه (جغري) في نشر نفوذ السلاجقة على الأراضي المجاورة لمساكنهم[6]في عام 1034طلب السلاجقة من نيسابور أن يسمح لهم بالنزول بالقرب من المدينة والإقامة حولها فرفض الوالي وأحس بالخطر الذي يهدده فاستعان بالسلطان مسعود الغزنوي وطلب منه الحضور إلى نيسابور فأسرع السلطان مسعود على قوام جيش كبير لمقاتله السلاجقة فهاجم معسكراتهم وهزمهم ولكن سرعان ما قام الجيش السلجوقي ونظم صفوفه وهاجموا قوات مسعود وانتصروا علية  فأضطر مسعود لعقد صلح بينهم وبادر بالرحيل لبلاد الهند وترتيب أموره وإقرار الأوضاع ونتيجة لذلك نرى أن الدولة الغزنويه فتحت المجال للتوسع السلجوقي وبدأ قيام هذه الدولة على حساب الغزنويين وكان قيامهم حدثا بارزا في تاريخ العراق خاصة والعالم الإسلامي عامة لان السلاجقة ظهروا على مسرح التاريخ في صوره قويه وقد سيطر السلاجقة في عصرهم على جزء كبير من العالم الإسلامي وعلى جزء من الدولة الرومانية  كان من أهم إحداث هذه المعركة أن السلاجقة قاموا بردم جميع الآبار التي في حصن دندقان وعندما وصل الجيش الغزنوي ورأى الآبار قد ردمت أدى إصابتهم بالعطش الجوع وكان اليوم شديد القيظ فلما التقى الملتقيان استطاع السلاجقة أن يهزموا الجيش الغزنوني دون متاعب مما جعل السلطان مسعود ينسحب موجها إلى الهند تاركا خلفه دولته التي أصبحت تقريبا ملك للسلاجقة [7]وكانت ابرز نتائج هذه المعركة أنها وضعت حدا نهائيا للدولة الغزنويه في خراسان ونصب طغرلبك في مكان المعركة وجلس عليه وتم الإعلان على انه أصبح الحاكم الرسمي على خراسان  .[8]

 

من وجهه نظري كان هناك اشاره سياسيه تدل على قيام الدولة السلجوقية وليس فقط قيامها بل اتصالها بالخلافة العباسية وهي تبرير موقفهم من غزو ألدوله الغزنويه وإنهاء دولتهم عندما أرسل طغرلبك للقائم بأمر الله يذكر في رسالته أن سلطان محمود اغتال زعيمهم إسرائيل دون أي سبب مبرر مما جعل أبناء إسرائيل يأخذون الثار لأبيهم هذا هو المبرر الوحيد عندما قضت السلاجقة على الغزنويين ونلاحظ إن الأخذ بالثأر لإسرائيل خرج بعده نتائج لصالح الدولة السلجوقية وهي أنها أصبحت دوله عظمى لا يمكن منافستها وأيضا استخدموا سياسة التبرير لما قاموا به من حروب استطاعوا بسياستهم الذكية والعسكرية أن يثبتوا إقدامهم في العالم الإسلامي,كان السلاجقة في عام 1055 اكبر قوة في العالم الإسلامي بعد إن بسطوا سيطرتهم على إيران وتغلبوا على الغزنويين والبويهيين بينما كانت ألخلافه العباسية هزيلة بعد تدخل البويهيين في العراق وعجز الخليفة على الصمود لهذا التيار,فلم يكن الخليفة القائم بأمر الله يقوم على معارضه القائد التركي وجنوده وكان هذا القائد هو أبا الحارث البساسيري وكان شيعيا يميل إلى الفاطميين في مصر فكان اسم الملك الرحيم يذكر في الخطبة بعد اسم الخليفة , فكان هناك أسباب قويه لسيطرة السلاجقة على العراق وأهمها هي انه  لم يكن هناك وفاق بين الخليفة والقائد التركي والذي يحاول بسط نفوذ الفاطميين في بغداد وهذا الحلم يردوهم إلا وهو الانتقام للعلويين من العباسيين وإسقاط ألخلافه العباسية والسيطرة على العراق [9] وقد شجعت هذه العوامل  السلطان طغرلبك على التوجه إلى بغداد في 1055 بحجه تلبيه دعوة الخليفة العباسي كما اظهر انه يريد الحج وإصلاح طريق مكة والمسير إلى الشام وأزاله المستنصر العلوي صاحبها فأمرهم بإعداد الأقوات والعلو فات فعظم الإرجاف ببغداد وصل السلطان طغرلبك إلى حلوان وانتشر أصحابه في طريق خراسان فأجفل الناس إلى غربي بغداد وسمع الملك الرحيم بقرب طغرلبك من بغداد فأصعد الواسطة إليها  ورافقه البساسيري في الطريق لمراسله وردت من القائم في معاناة الملك الرحيم أن البساسيري خلع الطاعة وكاتب الأعداء هم المصريين وان الخليفة له على الملك عهود وله على الخليفة مثلها فإن أثره قد قطع ما بينهما وان أبعده واصعد إلى بغداد تولي الديوان تدبير أمره وسار البساسيري إلى بلد نور الدولة دبيس بن مزيد لمصاهره بينهما واصعد الملك الرحيم إلى بغداد وأرسل طغرلبك رسولا إلى الخليفة يبالغ في إظهار الطاعة والعبودية والى الأتراك البغداديين بعدهم,[10]ولكن السلطان طغرلبك قام بقبض الملك الرحيم واتهمه بتحريض ألعامه في بغداد فأرسله مقيد إلى الري حتى توفي فيها سنه 1058مما اغضب الخليفة القائم بأمر الله من هذا التصرف وكان نتيجة ما فعله السلطان طغرلبك هو ظهور ثوره ألعامه في بغداد وكان سبب هذه الثورة هي إن السلطان طغرلبك عندما دخل داخل بغداد مع جنده قام بمصادره أموال الأتراك البغداديين وانتشر السلاجقة في إرجاء المدينة ونبهوا ثرواتهم وأسرفوا في ذلك وطلب الخليفة من السلطان أن يغادر في حال استمرار نهب ثرواتهم ونرى أن هذه النتيجة جدا طبيعيه لان الجيوش السلجوقية هي جيوش أجنبيه محتله لا يتقبلها الأهالي من الوهلة الأولى[11] , أما الحركة التي أحدثت ضجة في أنحاء بغداد هي حركه البساسيري خرج البساسيري على طاعة الخليفة العباسي القائم وانحاز إلى الفاطميين وظل يوالي الاتصال بهم ويوطد علاقته فيهم فأرسل إلى المستنصر يعلن له دخوله في طاعته ويتلمس منه الإمداد السريع بالمال والخيل والسلاح وبالفعل وافق المستنصر على التماسه على الرغم مما تعانيه مصر من غلاء في المستوى الاقتصادي [12],وأعلن البساسيري تحديه وأعد العدة للاستيلاء على الموصل فالتحق به أنصار طغرلبك طغرلبك بالقرب من سنجار عام 1056 ولكنه انتصر عليهم انتصار ساحقا وواصل سيره حتى دخل سنه إحدى وخمسين واربعمائه بغداد واستسلمت لحكم البساسيري يخطب فيها لصاحب مصر الفاطمي والخليفة العباسي بحديثة عانه واحضر القضاة واخذ عليهم البيعة لصاحب مصر المستنصر الفاطمي[13] فاضطر طغرلبك إلى السير إلى بغداد في شهر ذي القعدة قاصدا الموصل وتمكن من قمع فتنه البساسيري في عام 1057 وبسط نفوذه على ديار بكر ثم عين أخاه إبراهيم ينال واليا على جزيرة الموصل [14]  ولكن حدث ما لم يكن يتوقعه طغرلبك وأدت إلى حروب أهليه بين الأخويين كان ينال قد ملك بلاد الجبل وهمذان واستولى على الجهات ونواحيها إلى حلوان ثم استوحش من السلطان طغرلبك بما طلب منه إن يسلم المدينة والقلاع فألي من ذلك نيال وجمع جموعا وتلاقيا فانهزم[15] كانت نتيجة هذه الحرب الاهليه هي أن  البساسيري انتهز فرصه ظهور وشقاق بين أفراد البيت السلجوقي فعاد مره أخرى إلى الموصل واحتلالها وتوجه إلى غزو دار الخلافة نفسها حيث لم يجرؤ الخليفة العباسي على التصدي له وفر هاربا غير أن البساسيري تمكن من أسره واحتل البساسيري بغداد وأمر بقراءة الخطبة في بغداد باسم الخليفة المستنصر بالله الفاطمي وحذف اسم العباسيين منها ولكن مع قدوم طغرلبك سنه 1059 وأرسل إلى البساسيري رسالة يذكر فيها ارجاع الخليفة الى مكانه ولن يدخل العراق ولكن البساسيري لم يستجيب له واصل طغرلبك سيره إلى بغداد والتقى بالخليفة عند النهران   وسار مع الخليفة ووقف طغرلبك في الباب النوبي مكان الحاجب ودخل الخليفة داره أما طغرلبك أرسل جيشا خلف البساسيري ثم سار طغرلبك في أثرهم ودارت الدائرة على البساسيري فقتل وهزم أصحابه وحمل رأسه إلى طغرلبك  وأصبح طغرلبك سيد الموقف في العراق بعد هذه الانتصارات المتلاحقة ,[16] أما بالنسبة للمصاهرات كان هناك أهداف من المصاهرات السياسية بين الخلفاء العباسيين وسلاطين السلاجقة فكانت أول مصاهره بين العباسيين والسلاجقة في سنه 1056 حيث تزوج القائم بأمر الله ارسلان خاتون خديجة بنت الملك داوود أخ السلطان طغرلبك .ثم سار السلطان طغرلبك من بغداد في ربيع الأخر إلى جبل فلما وصل الري أصابه المرض وتوفي ثامن رمضان من ستة خمس وخمسين وبلغ خبر وفاته إلى بغداد فاضطربت واستقدم القائم مسلم بن قريش صاحب الموصل ودبيس بن مزيد وهزارشب صاحب الأهواز وبني ورام وبدرين بن مهلهل فقدموا وأقام ابوسعد الفارسي ضامن بغداد سور أعلى قصر عيسى وجمع الغلال وخرج مسلم بن قريش من بغداد فنهب النواحي وسار دبيس بن مزيد وبنو خفاجة وبنو ورام والأكراد لقتاله ثم استتب ورجع إلى الطاعة  [17]لما مات السلطان طغرلبك اجلس عميد الملك الكندري في السلطنة سليمان بن داود جغري بك أخ السلطان طغرلبك وكان طغرلبك قد عهد إليه بالملك وكانت والده سليمان عند طغرلبك فلما خطب له بالسلطنة اختلف الأمراء فمضى باغي سيان واردم إلى قزوين وخطبا لعضد الدولة ألب ارسلان محمد بن داود جغري بك وهو حينئذ صاحب خراسان ومعه نظام الملك وزيره والناس مائلون إليه فلما رأى عميد الملك الكندري انعكاس الحال عليه أمر بالخطبة بالري للسلطان ألب ارسلان [18]هو ألب ارسلان ثاني السلاجقة العظماء وهو عضد الدولة ألب ارسلان بن شجاع محمد ابن الزعيم جغري بك[19] كان هناك تنازع على العرش بعد طغرلبك لأنه لم يترك خلفه ولداَ ووفاه أخيه الأكبر جغري حاكم خراسان كان سببا في أثارة التنازع على عرش السلاجقة بين أفراد البيت السلجوقي وكان ألب ارسلان من قواد الجيش السلجوقي فتطلع للجلوس على العرش لم يتردد ألب ارسلان في التحرك نحو الري عاصمة الدولة للقضاء على تمرد الكندري وأخيه الطفل والجلوس على عرش السلاجقة [20] وبعد ان تولي الب ارسلان  وقيل انه هو السلطة لامبراطوريته اختار نظام الملك ليكون وزيرا مساعدا له في ادارة دولته[21]الذي سعى في قتل الكندري وكان قتل الوزير سنه سيئة في عصر السلاجقة فقد أدى العمل بها إلى قتل العديد من وزراء السلاجقة , وكانت أهم التحديات التي واجهت ألب ارسلان هي ثورة عمه بيغو بن ميكائيل عندما حرص ألب ارسلان على توسيع رقعة ملك السلاجقة في 1064 سار إلى قلعة ختلان التي منع واليها الخراج الذي يدفعه إلى خزانه الدول السلجوقية فعزم ألب ارسلان على تأديبه فزحف صوب القلعة ووجد أن القلعة تشرف على حصن منيع وفرض عليها الحصار حتى سقطت في يده وعادت إلى الولاء وأصبحت في حوزة السلاجقة, [22]وكان عمه فخر الملك بيغو بن ميكائيل في هراه فعصى أيضا عليه وطمع الملك لنفسه فسار إليه ألب ارسلان في العساكر العظيمة فحصره وضيق عليه وأدام القتال ليلا ونهارا فتسلم المدينة وخرج عمه إليه فأبقى عليه وأكرمه وأحسن صحبته وثم سار من هناك إلى صغانيان وأميرها اسمه موسى وكان قد عصى عليه فلما قاربه ألب ارسلان صعد موسى إلى قلعة على رأس جبل شاهق ومعه من الرجال الكماه جماعه كثيرة فوصل السلطان إليه وباشر بالحرب لوقته فلم ينتصف النهار حتى صعد العسكر الجبل وملكوا القلعة قهرا واخذ موسى أسيرا فأمر بقتله فبذل في نفسه أمولا كثيرة ولكن السلطان استولى على الولاية وسار إلى نيسابور [23]لم ينتهي التنازع في البيت السلجوقي وإنما ظهرت فتنه شهاب الدولة قتلمش وهو من السلجوقية وقد عصى عليه وجمع جموعا كثيرة وقصد الري ليستولي عليها فجهز ألب ارسلان جيشا عظيما وسيرهم على المفازة إلى الري فسبقوا قتلمش إليها وسار ألب ارسلان من نيسابور فلما وصل إلى دامغان أرسل إلى قتلمش ينكر عليه فعله وينهاه عن ارتكاب هذه الحال ويأمره بتركها فأجاب قتلمش جواب مغتر بمن معه من الجموع ونهب قرى الري واجري الماء على وادي الملح وهي سبخه فتعذر سلوكها وقرب السلطان من قتلمش فلبس نظام الملك السلاح وعبأ الكتائب واصطف العسكران ولكن قتلمش قصد المحاجزه وجعل السبخة بينه وبين ألب ارسلان ليمتنع من اللقاء فسلك السلطان طريقا في الماء وخاض غمرته وتبعه العسكر فطلع منه سالما هو وعسكره وصاروا مع قتلمش واقتتلوا فلم يلبث عسكر قتلمش لعسكر السلطان وانهزموا لساعتهم ومضى منهزما إلى قلعه كردكوه ولما سكن الغبار ونزل العسكر وجد قتلمش ميتا ملقى على الأرض لا يدري كيف كان موته قيل : انه مات من الخوف [24]كانت نتيجة هذه الثورات التي كانت ضد السلطان هو أزياد قوه السلطان وقوة نفوذه وسيطرته على المناطق التي حدثت فيها الثورة وأيضا تكون علاقات مع الخلافة العباسية كما فعل السلطان طغرلبك ,ولى السلطان ألب ارسلان لأول ملكه ايتكين السليماني شحنته ببغداد سنه ستة وخمسين فأقام فيها مده ثم سار إلى السلطان في بعض مهماته واستخلف ابنه مكانه فأساء السيرة وقتل بعض المماليك الدارية فأنفذ قيصه من الديوان إلى السلطان وخوطب بعزلة وكان نظام الملك يعني به فكتب فيه بالشفاعة وورد سنه أربع وستين فقصد دار الخلافة وسأل العفو فلم يجب وبعث إلى تكريت ليسوغها بإقطاع السلطان فرز المرسوم من ديوان الخلافة بمنع ذلك ولما رأى السلطان ونظام الملك اصرار القائم على عزلة بعث السلطان مكانه سعد الدولة كوهرابين إتباعا لمرضاة الخليفة ولما ورد بغداد خرج الناس للقائه وجلس له القائم واستقر شحنته [25]بعد أن حقق ألب راسلان الأهداف القريبة وقضى على الثورات واستقرت سلطته تطلع ألب ارسلان لتحقيق الأهداف البعيدة وهي فتح بلاد غير إسلامية ونشر الإسلام ,قام السلطان ألب ارسلان بحملة كبرى لتوسيع نفوذ السلاجقة في بلاد الروم  ,فقد فتح ألب ارسلان بلاد الكرج ولكن عندما سار ألب ارسلان إلى الكرج جعلها لابنه ملشكاه ونظام الملك ووزيرة فنزل نظام الملك وملكشاه وشددوا الحصار عليه حتى سقطت تحت أيدي المسلمون [26]أما المناطق التي سيطر عليها ألب ارسلان هي مدينه أعال لا سار ألب ارسلان إليها وهي مدينه حصينة على جبل مرتفع وعلى الجبل عده حصون ومن الجانبين الأخريين نهر كبير لا يخاض فلما رآها المسلمون علموا عجزهم عن فتحها والاستيلاء عليها ولكنها سقطت في أيدي المسلمون ثم سار ألب ارسلان إلى مدينة آنى وكانت أيضا مدينة حصينة ثلاثة أرباع المدينة يقع على نهر ارسى والربع الأخر نهر عميق شديد الجرية والطريق إليها على خندق عليه سور من الحجارة وهي بلدة كبيرة عامرة كثيرة الأهل يأس السلمون من الاستيلاء عليها وكان ملكها من الكرج وعقد السلطان جسرا على النهر عريضا واشتد القتال وعظم الخطب فخرج من المدينة رجلان يستغيثان ويطلبان الأمان والتمسا من السلطان أن يرسل معهما طائفة من العسكر فسير جمعا صالحا فلما جاوزا الفصيل أحاط بهم الكرج من أهل المدينة وقاتلوهم فأكثروا القتل فيهم ولم يتمكن المسلمون من الهزيمة لضيق المسلك[27] ثم انتقل ألب ارسلان إلى بلاد وراء النهرين نهر جيحون وسار إلى مدينه جند وصيران وهما عند بخارى وقبر جده سلجوق وزحف السلطان إلى بلاد ماوراء النهرين لقتال الخان على رأس جيش كبير وقد جئ لسلطان بأحد الثائرين ويدعى يوسف الخوارزمي وكان شخصا عنيد فرغب السلطان قتله بنفسه فرماه بسهم فأخطاء الإصابة واغتنم يوسف الفرصة فهجم على السلطان وطعنه بسكين كان بخفية وجرح كواهراتين معه ,[28] بعد أن استولى السلطان ألب ارسلان على أرمينية التي كانت بمثابة الحصن المنيع لبيزنطة من الشرق قرر الإمبراطور رومانوس الرابع القيام بمحاولات أخرى لاسترداد أرمينية وتحرك رومانوس الرابع قيصر الروم على رأس جيش كبير في منتصف عام 1070 لمواجهه غزو السلاجقة لممتلكاته وكان الإمبراطور البيزنطي يقصد مهاجمته الدولة الإسلامية والاحتفاظ بسيادته على أرمينية بعد أن زعزع السلاجقة هذه السيادة وهددوها تهديدا خطيرا ولا أرمينية أهمية خاصة في ثغور الدولة الإسلامية[29] لذلك كانت نتيجة استيلاء المسلمون على أرمينيه هي ذرع القيصر بجيشه اسيآ الصغرى في محاولة لتطويق الجيش السلجوقي كما استولى على منطقة حلب وكان أميرها يدين بالطاعة والولاء للخليفة الفاطمي في مصر فأصبح القيصر بذلك يهدد السلاجقة بخطر التطويق , ولكن فطن ألب ارسلان إلى هدف القيصر فأرسل جزء من الجيش بقيادة ابنه ملشكاة لغزو الأجزاء الشمالية من بلاد الشام وفتح حلب حتى يحبط ما قام به القيصر ويفسد خطته وينقذ جيش السلاجقة من خطر التطويق وبالمقابل استطاع الجيش السلجوقي أن يسيطر على منطقه حلب تتمكن الجيش من الاستيلاء على بيت المقدس ولكنه حاصر دمشق ولم يتمكن من فتحها هكذا نحج الجيش السلجوقي في بلاد الشام في تأمين الجيش السلجوقي ,من وجه نظري أن هذا التأمين لدول بلاد الشام هو هجوم الدولة البيزنطية وعدم توغلها إلى داخل إرجاء المناطق الإسلامية وأيضا لمقدرة السلطان من غزو الدولة البيزنطية واحتلال مناطقها ,وكانت موقعه ملازكرد قد صبغت بالصبغة الدينية مما سبب في ازدياد حماس السلاجقة وتسابقهم إلى الهجوم على جيش الروم المعسكر في نواحي ملازكرد فدارت بين الطرفين معركة طاحنة وهي من أشهر المعارك الحربية التي شهدها التاريخ وهي موقعه ملازكرد وكانت في أواخر 1070  وقد ابلي المسلمون بلاء حسنا وانهزم الجيش البيزنطي أمام المسلمون وسيق قيصر روما إلى ألب ارسلان أسيرا ولم يقتلوه وإنما عقدوا صلح بينهما ينظم العلاقات بين الطرفين [30]كانت نتيجة معركة ملازكرد هي استيلاء السلاجقة على عاصمة الدولة السلجوقية وهي القسطنطينية واتخذوها عاصمة الدولة الإسلامية وسميت اسلامبول وكان انتصارهم في ملازكرد نقطة تحول في تاريخ غربي أسيا خاصة التاريخ الإسلامي ,ففي أوائل 1072 قصد ألب ارسلان واسمه محمد وغلب علية  ألب ارسلان ما وراء النهر فعقد على حيجون جسرا وعبر عليه في نيف وعشرين يوما فأتاه أصحابة بمستحفظ قلعه يعرف بيوسف الخوارزمي  [31]وهو احد الثائرين فأمر أن تضرب له أربعه أوتاد لتشد به أطرافه ويعذبه ثم يقتله فاحتد السلطان وقرر التخلص منه فأمر بتحريره من وثاقه ثم تناول سهما فأطلقه عليه ولكنه أخطئ فنزل السلطان ووقع على وجه[32]فبرك عليه يوسف وضربه بسكين كانت معه ونهض السلطان فدخل الخيمة وضرب الفراشين يوسف بمرزبة على رأسه فقتله وقطعه الأتراك [33]وعندما ادخلوه إلى الخيمة واحضر وزيره نظام الملك فأوصى بأن يكون ولده ملكشاه وليا للعهد وتوفي بعد أربعه أيام ودفن بمرو جانب والده وكانت له أهمية في اتساع رقعه الدولة السلجوقية .[34]

  

الخاتمه:

 

لقد كانت الدولة السلجوقيه من الدول التي جعلت من نفسها دولة عظمى وقويه يخشاها الدول المجاورة وبنت نفسها على حساب سقوط دولة اخرى وهي الدولة الغزنوية واستخدمت القوة السياسية  للسيطرة على اهم المواقع الاستراتيجية  ,ان بروز شخصية طغرلبك ساهمت في توسع رقعه الدولة السلجوقيه وارتباطها مع الخلافه العباسيه عندما كانت الخلافه العباسيه ضعيفه بسبب سيطرت البويهيين على بغداد وكان نتيجه هذه السيطره هو استعانه الخليفه بالسلطان لتحرير بغداد من البويهيين هذه النتيجه فتحت المجال امام الدولة السلجوقيه لفرض نفسها على الخلافه العباسيه وتصبح الدوله الحاميه لها وكان السبب الاساسي في بروز القوة السلجوقيه هوالقضاء على حركه البساسيري والتي جعلت طغرلبك قوة معترف فيها , لم تكن التوسعات فقط في الشرق الاوسط وانما امتدت نفوذهم تحت قياده الب ارسلان الى الدول الغربيه واستطاع الب ارسلان ان يتخذ سياسه طغرلبك نموذجا في القضاء على الثورات التي واجهته عند نشر الاسلام في الغرب وتوجههم للاستيلاء  على عاصمة الامبراطوريه البيزنطية وهي القسطنطينية واتخاذها عاصمة للمسلمين وكانت نتيجه ضم القسطنطينية الى الدول الاسلامية هي موقعه ملازكرد والتي من خلال هذه الموقعه اصبحت سبباَ مهماَ لقيام الحملات الصليبية , 

 


  

.ص:24 حسنين,عبدالمنعم محمد, ايران والعراق في العصر السلجوقي ,الطبعه الاولى, دار الكتاب المصري ,القاهرة ,1982[1]

 

حموده ,عبالحميد حسين,تاريخ المشرق الاسلامي منذ ظهور السلاجقة حتى الغزو المغولي,الطبعه الاولى ,الدار الثقافية للنشر,[2]

 

القاهره ,2011,ص:6

حسنين ,عبدالمنعم محمد ,مرجع سابق ,ص:25[3]

 

 مرجع سابق, ص:31[4]

 

  حموده, عبدالحميد حسين,مرجع سابق,ص ص:15-16[5] 

 

                           طقوش,محمد سهيل,تاريخ السلاجقة في خراسان وايران والعراق,ط1 ,دار النفائس ,بيروت,2010,ص:47  [6]

 

حسنين ,عبدالمنعم محمد ,مرجع سابق ,ص ص:34-35[7]

 

طقوش,محمد سهيل,مرجع سابق,ص:55[8]

 

حسنين ,عبدالمنعم محمد ,مرجع سابق,ص ص:45-46 -[9]

 

ابن الاثير الجزري,عز الدين ابي الحسن , الكامل في التاريخ ,مجلد :10 ,دار بيروت للطباعه والنشر ,بيروت,1966,ص:609[10]

 

طقوش,محمد سهيل,مرجع سابق,ص:76[11]

 

مرجع سابق,ص:87[12]

 

 الدمشقي ,ابو الفداء الحافظ ابن كثير ,البداية والنهاية ,ج:11,ط:6,مكتبة المعارف,بيروت,1985,ص:80[13]

 

حموده, عبدالحميد حسين,مرجع سابق,ص :35-36 [14]

 

 المغربي ,عبدالرحمن بن محمد ,ابن خلدون,تاريخ ابن خلدون ,ج:3 ,مؤسسه الاعلى للمطبوعات ,بيروت, 1971,ص:464[15]

 

ابن الاثير , مصدر سابق,ص:26  [16]

 

ابن خلدون ,مصدر سابق ,ص:467[17]

 

ابن الاثير , مصدر سابق,ص:29[18]

 
 

[19] Murray, Alan , the crusades an encyclopedia,A-c ,copyright by:ABC-CLIO,2006,p55

  

حسنين ,عبدالمنعم محمد ,مرجع سابق,ص:54 19

  

[21] Murray, Alan , the crusades an encyclopedia,A-c ,copyright by:ABC-CLIO,2006,p55

  

20 طقوش,محمد سهيل,مرجع سابق,ص ص:97-98

 

ابن الاثير ,مصدر سابق,ص:34[23]

 

 ابن الاثير ,مصدر سابق,ص ص:36-37[24]

 

ابن خلدون , مصدر سابق,ص:471 [25]

 

حموده, عبدالحميد حسين,مرجع سابق,ص ص:43-44[26]

 

 ,مصدر سابق,39 ابن الاثير[27]  

 

حموده, عبدالحميد حسين,مرجع سابق,ص ص:45-46[28]  

 

حموده, عبدالحميد حسين,مرجع سابق,ص:48[29]

 

حسنين ,عبدالمنعم محمد ,مرجع سابق,ص ص:62-63 [30]

 

ابن الاثير,مصدر سابق,ص:73[31]

 

طقوش,محمد سهيل,مرجع سابق,ص:118 [32]

 

ابن الاثير,مصدر سابق,ص ص:73-74[33]  

 

طقوش,محمد سهيل,مرجع سابق,ص 118[34]  

 
 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة