06 Dec
06Dec

المقدمة
لم يكن العرب طرفا سياسيا فاعلا في الحرب العالمية الاولى ولم يكونوا من المنهزمين ولا من المنتصرين بل كانوا يقتلون بعضهم بعض بالتنجنيد الاجباري لمصلحه دول الحلفاء فقد قتل الكثير من العرب في حربا لم يكن فيها خندق ولا دبابة وان العرب لم يكونوا الا مجرد حشو مدافع في صراع العمالقة الذي انتج المعادلة الاستراتيجية التي حددت مسار القرن العشرين , في هذا التحليل الذي يركز ابعاده على دور العرب في الحرب العالمية الاولى سوف نفسر كيف تم استغلال العرب في الحرب العالمية الاولى وما هي الفاجعة التي حلت بهم وكيف استطاعت الدول المستعمره اخضاعهم للتجنيد الاجباري بالاضافه الى ان الحرب حرب مواجهه عرب ضد عرب فما موقف العرب من مواجهه اخوانهم ضدهم في صفوف الجيش؟
بدا الجيش الالماني 1915 باستعمال اسطوانات غاز الكلوراين الذي كان من صنع العالم الكيميائي الالماني فريتز هابر الذي صنع الغاز لغرض الحرب على الجيش الفرنسي والعرب خاصه ومنهم ابناء الجزائر الذي صرح به ادوارد سبيرز وكانت نتيجة هذا الغاز ان القوات الحربية البريطانية والفرنسية قد اعتمدت على ابناء المستعمرات حيث جندت فرنسا في المغرب العربي اكثر من 70 الفا من الجزائريين و80 الفا من التونسيين بل امر الجنرال ليوتي بزح جنود المغاربة في الحرب اما بالنسبة للمغرب العربي الذي وقع تحت احتلال فرنسا فقد مكنت فرنسا من تجنيد عشرات الالاف من المغاربة وارسالهم الى جبهات القتال واهم المواقع التي كانوا عليها هي احدى الموانئ التي بناء عليها الجنرال ليوتي وكانت نتيجة هذا التجنيد الاجباري كما اشار محمد البكراوي مؤرخ المغربي ان الخسائر مرتفعة في صفوف الجنود المغاربة لان في نظر القيادة الفرنسية والضباط لاحظوا ان المغربي يمتاز بالشجاعة والبسالة الفائقة مما جعل قادتهم يدفعونهم في الصفوف الامامية وكانت نسبة الضحايا مرتفعة بين معظم جنود المستعمرات ,أما بالنسبة لتونس الذين احسوا انهم سيكونون وقود هذه الحرب وان من دخل الحرب وحاول خرق الجبهات اولا هم الفيلق الرابع والثامن وذكر فيصل الشريف ان تونس قد فقدت 1200 جندي منهم في معارك لخلق خط دفاعي الماني لذلك كان السبب الرئيسي لجعل الفيلق الرابع والثامن هم الخارقين لجبهات القتال هو لوقاية ابناء فرنسا من اهوال الحرب فاستغلت التونسيين في هذه المرحلة , ومن جهة اخرى كشفت الاحصائيات ان ضحايا العرب في الجزائر وتونس والمغرب كانت متساوية ولكن الفارق الوحيد هو ان الجزائريين اكثر بقليل بسبب عدم التأقلم مع ما يسمى بحرب الخنادق  وكان هناك شاهد عيان في تلك الفترة على ان العرب كانوا فعلا في الخطوط الامامية للقتال ومنهم والد جلول عزونه حيث قال ان والده خاض الحرب مجندا اجباري في الجيش الفرنسي مؤكد على وضع ابناء المستعمرات في الصفوف الامامية ولم يكتف الفرنسيون في تجنيدهم اجباريا بل استخدموا وسائل مفجعه للتخلص منهم حيث تم اعدام عشرات الالاف من العرب لا ذنب لهم سوى انهم كانوا عبرة لكل من تسول له نفسه الفرار من معسكر القتال , عندما بد التجنيد الاجباري 1911كانت المصيبة الكبرى هي عندما جندوا الجزائريين مع التونسيين في اطار الحملة الفرنسية لاحتلال المغرب وتكرر المشهد في سنه 1914 ان المجندون سرعان ما ادركوا انهم سيقاتلون اخوتهم العرب الاخرين التي تربطهم وشائج الاسلام والعروبة وكانت النتيجة انهم رفضوا الصعود للباخرة والذهاب الى جبهات القتال المتجهة الى مرسيليا ولكن تذكر المصادر من قبل محمد بش حانبه انه اكتشف ان حوالي 100 الى 150 قتلوا نتيجة عصيانهم للأوامر العسكرية ودفنوا ومن الممكن معرفه اماكنهم , ففي عام 1915-1916حدثت ثورة معارضة الوطنية في تونس ضد الاحتلال الفرنسي والتي كانت نتيجتها هي وقوع معركتان في الجنوب تخللتها عشرات المناوشات التي تكبد فيها الجيش  الفرنسي الخسائر في الارواح ولم تكتفي الثورة الى هذا الحد بل ذاع صيت الثوار امثال محمد لدغباجي والبشير بن سديرة وكانت اهم الشخصيات التي برزت في تونس هو المرحوم على باش حانبه الذي كان لاجئا للتعرف بالقضية التونسية وكانت اعماله التي قام بها هي رفع معنويات العرب ويفتح لهم الافاق حيث انه يأخذ بعض من الاوراق مخطوط فيه الأدعية وهذه الأدعية تدعو الى الايمان بالله والايمان بالقضاء والقدر وكان يقول سيأتي يوم سيقع تحرير تونس وتستقل , استطاع  العرب أن يقاتلوا على الجانبين، المغاربة في صفوف الجيش الفرنسي، والمشارقة في صفوف الجيش العثماني، ولكن ضابطا جريئا اسمه مصطفى كمال نجح في تركيا عام ١٩١٦ في ما لم ينجح فيه وزير الحربية أنور باشا في ليبيا عام ١٩١١ ولا في شرق تركيا عام ١٩١٤، ذلك أن القوات العثمانية تمكنت بعد سبعة أشهر من المعارك المريرة، من إحداث المفاجأة بالانتصار على قوات الحلفاء الغازية في شبه جزيرة غاليبولي على مضيق الدردنيل, عندما شنت قوات الحلفاء هجومها يوم ٢٥ أبريل ١٩١٥، لم يكن الجنود العثمانيون المدافعون سوى فئة قليلة، بل إنه لم تكن لديهم ذخيرة، إلا أن قائدهم مصطفى كمال أصدر لهم التعليمات بالمصابرة والثبات.. "إني لا آمركم أن تقاتلوا، بل آمركم أن تموتوا لي هنا"، وأدى استبسال جنود مصطفى كمال وثباتهم إلى كسب وقت ثمين أتاح فرصة لوصول التعزيزات وصد هجوم الحلفاء.
أما الحقيقة التي لا يكاد يعرفها اليوم أحد، فهي أن هؤلاء الجنود الذين أمرهم مصطفى كمال بأن يموتوا لم يكونوا من الأتراك فحسب، بل إن معظمهم كانوا من الجنود العرب ,وتم توزيع أسرى العرب والمسلمين على عدد من المعسكرات، كان أكبرها معسكرا في منطقة زوسن خصصته ألمانيا للأسرى المسلمين. وبرزت فكرة فصل الأسرى المسلمين عن البقية لضمان الظروف الملائمة لاستمالة المسلمين والدعاية في أوساطهم, وأقيم معسكر مخصص للأسرى المسلمين خصيصا في منطقة هافمون بداية العام ١٩١٥ وكان مخصصا للأسرى المغربيين. وشهد هذا المعسكر بناء أول مسجد في تاريخ ألمانيا, وحرص القيصر الألماني فيلهلم الثاني على بنائه من حر ماله، فقد كانت ألمانيا تجتهد في معاملة الأسرى المسلمين من مغربيين وأفارقة وهنود وتتر بشيء من الرفق، أملا في ترغيبهم عن فرنسا وبريطانيا وروسيا، واستمالتهم إلى الجانب العثماني.
النتائج : كانت نتائج الحرب العالمية الاولى للعرب هو انه تم استغلالهم من قبل الدول الغربية ليكونوا مجرد تجربة وليس لغرض الدفاع عن انفسهم,  ومن ناحية اخرى استطاعوا ان يجندون العرب رغما عنهم ويضعونهم في الصفوف الامامية للتخلص منهم , بالاضافه الى جعل العرب يحاربون بعضهم البعض لقد كانت حياتهم مأساة لانهم يدافعون عن دول  تستعمر بلادهم فلم يكن لهم الا الصمت والخضوع لهم لاجل الحياة , من جهه اخرى نرى ان الدولة العثمانية تمارس الظلم والطغيان على العرب وكانها احدى الدول الغربية حيث انها تامر العرب بالموت الذي لا ذنب لهم فيه , كانوا العرب في تلك الفترة يعيشون في نطاق الظلم والتعذيب وهم في ديارهم كانت الحرب العالمية الاولى تصور لنا مدى فاجعه ومصيبه ما قام به الغرب والعثمانيين اتجاه العرب ولربما كان هدفهم هو تخليص الدول العربية من الشعب العربي وانهاء وجودهم خاصه ان العرب يعتبرون عائق امام الدول الغربية والعثمانية فجاءت الحرب تستغل العرب لاجل مصلحتها

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة