في العصر الحديث والمعاصر ظهر مفكرين اسلاميين للفكر الاسلامي وكان من ابرزهم الشيخ محمد الغزالي هذا الرجل الذي عرفته الساحة الاسلامية عرفته شخصية داعية الى الله منذ نصف قرن واكثر من ذلك ، حاول البعض ان يشده الى تيار بعينه وحاولوا استمالته اليهم ولكنه رجل له منهج مستقل عرفت بكثرة مؤلفاته التي تحاكي الاسلام والغرب واراءه حول المرأة، كان الشيخ محمد الغزالي يصنف من الرجال الذين يصلحون في البلاد ويضعون سياسات تصلح حال الامه الاسلامية بل انه شخصية يدافع عن نفسه ضد خصومة ولا يدع أي وسيلة تمكنه من بلوغ هدفة الا وسلكها، فاستعان بالكتاب والصحيفة والإذاعة والتلفاز في تبليغ ما يريد. ويعد الشيخ محمد الغزالي مفكّر إسلامي بارز، يعتبر من العلماء المجددين، وأصدر عنه العديد من الكتب المرجعية في الفكر الإسلامي المعاصر،
بناء على ما ورد اعلاه، تكمن مشكلة البحث حول دراسة احدى مفكري الاسلامي في العصر الحديث، وتحديد عن سيرة الشيخ محمد الغزالي وذلك استنادا الى الاسئلة التالية: من هو الشيخ محمد الغزالي؟ وما هي أبرز اسهاماته في العصر الحديث للفكر الاسلامي؟ وما أثرها اتجاه العالم العربي في القرن العشرين
تتبلور اهمية البحث في دراسة احدى مفكري العصر الحديث الاسلاميين والذين ساهموا في دراسة الفكر الاسلامي في ظل القرن العشرين الذي يتميز بتوغل الغرب الى العالم الاسلامي، وطبيعة علاقة المفكر من الناحية السياسة والاقتصادية ودورة اتجاه المرأة
تعتمد هذه الدراسة على المنهج التاريخي الوصفي التقليدي حيث أن هذه المنهج يوضح لنا حياه وسيرة الشيخ محمد الغزالي في القرن العشرين.
صدر عن سيرة الشيخ محمد الغزالي العديد من الكتب والمقالات في الانترنت حول حياته وانجازاته.
وفي مقدمة هذه الدراسة: هي دراسة احمد عيساوي وذلك بعنوان الشيخ محمد الغزالي: فارس الدعوة الاسلامية في العصر الحديث حيث تناولت هذه الدراسة حياته وسيرة في القرن العشرين ومعرفه الكاتب شخصيا بالشيخ الغزالي وما مميزات الشيخ الغزالي عن شيوخ عشرة في تلك الفترة، وعليه سوف استفيد من هذه الدراسة لمعرفه سيرة الشيخ محمد الغزالي أكثر تعمقا
فيما يتعلق بالدراسة الثانية: فهي لخالد عبد اللطيف بوقماز وذلك بعنوان لقاء فضيلة الشيخ محمد الغزالي، حيث تناولت هذه الدراسة بالتفصيل لقاء حواري بين الكاتب والشيخ الغزالي ويوضح لنا في هذه الدراسة ما هي الشروط الواجب توافرها، ورؤية الشيخ الغزالي في الغزو الفكري في القرن العشرين وبناء عليه سوف استفيد من هذه الدراسة لأوضح رؤية الشيخ الغزالي في القرن العشرين والفكر الاسلامي المعاصر
وفيما يتعلق في الدراسة الثالثة: فهي مقاله عرضت على قناة الجزيرة تحت عنوان محمد الغزالي عالم مجدد ناهض الاستبداد والجهل حيث تناولت المقالة عن حياته وتجربته السياسية والعلمية ومؤلفات الشيخ سوف استفيد من هذه المقالة جزء من حياته لأكمل باقي البحث تحت التجربة السياسية.
أما بالنسبة للدراسة الرابعة: فهي كتاب للشيخ يوسف القرضاوي وذلك بعنوان الشيخ الغزالي كما عرفته رحلة نصف قرن والتي ذكر فيها الشيخ القرضاوي عن حياه الشيخ محمد الغزالي وما هي المحطات المهمة التي مر بها الشيخ الغزالي وكيف استفاد الشيخ القرضاوي من حياة الشيخ الغزالي وما الاسباب وراء كتابه كتاب من اجل الشيخ الغزالي، واستفدت من هذا الكتاب لأبين مدى اهميه دراسة كتب الشيخ الغزالي
أما بالنسبة للدراسة الخامسة والاخيرة: كانت عبارة عن مقال عرضت على موقع قصه الاسلام بعنوان محمد الغزالي الداعية المجاهد، هذه المقالة باختصار شديد هي عن السيرة الذاتية للشيخ الغزالي ذكر فيها حياته ومسيرته العلمية واعتقاله ودورة اتجاه السياسة وما هي المؤلفات التي قام بها الشيخ الغزالي وسوف أركز في هذه المقالة على أبرز اسهامات الشيخ الغزالي مدعمه بالأدلة والبراهين.
ولد الشيخ محمد الغزالي في قرية (نكلا العنب) وهي قرية تابعه لمحافظة البحيرة بمصر وذلك في عام 22سبتمبر1917، ونشأ في أسرة محافظة، وتربى في بيئة مؤمنة؛ فحفظ القرآن، وقرأ الحديث في منزل والده، ثم التحق بمعهد الإسكندرية الديني الابتدائي، وظل به حتى حصل على الثانوية الأزهرية، ومن ثم انتقل إلى القاهرة سنة 1356هـ والتحق بكلية أصول الدين.
وفي دراسته بالقاهرة اتصل بالشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين وتوثقت علاقته به، وأصبح من المقربين إليه، حتى إن الإمام البنا طلب منه أن يكتب في مجلة "الإخوان المسلمين" لما عهد فيه من الثقافة والبيان؛ فظهر أول مقال له وهو طالب في السنة الثالثة بالكلية، وأصبح له باب ثابت تحت عنوان "خواطر حية"، وكان البنا لا يفتأ يشجعه على مواصلة الكتابة حتى تخرج سنة 1940م ثم تخصص في الدعوة، وحصل على درجة "العالمية" سنة 1943م، وبدأ رحلته في الدعوة في مساجد القاهرة.
شغل الغزالي عدّة مناصب دينية منها: إدارة المساجد، والإدارة العامّة للدعوة الإسلامية في عام 1971، ومنصب وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة عام 1980، كما تولّى التدريس بالأزهر.أما بالنسبة لحياته السياسية انتمى الشيخ الغزالي إلى جماعة الإخوان المسلمين وبايع حسن البنا كرئيس لهذه الجماعة ، كما عارض سياسه جمال عبدالناصر في القرن الماضي، ولكن الغزالي لم يدم طويلا في جماعة الاخوان المسلمين ودخل في خلاف مع هذه القيادة والسبب ان هناك معلومات مشوشه وصلته عن المرشد حسن الهضيبي مما ادى الى فصلة من القيادة،بل ان الغزالي وقف مع هذه الجماعة بعد حملات الاعتقال والسجن والتعذيب التي تعرضوا لها من قبل عهد عبدالناصر ولم يبالي بفصله من هذه الجماعة ، عندما ننظر الى النقطة التي جعلت الشيخ الغزالي يشتهر على الساحة السياسية هي مواجهته للاستبداد واصوله الفكرية والاجتهادات الفقهية التي حاولت شرعنه الحكم الجبري ولخص هذه الموضوع في كتاب عنوانه ( الاسلام والاستبداد السياسي) مما جعله علامة بغيضة في الجهة الحاكمة.
الشيخ الغزالي يعتبر من بين مجموعه من العلماء المسلمين المعاصرين ومن مجددين الاسلام في العصر الحديث، فهو ينتمي الى جيل المجددين مثل: حسن البنا، ومحمد الطاهر بن عاشور، وسيد قطب، ومالك بن نبي، وما يميز الشيخ الغزالي عن غيرة من العلماء والدعاة قديما أن شخصية يتميز بفهمه العميق والدقيق لروح الشريعة الاسلامية ولمقاصدها الحنيفة السمحة بالإضافة الى أدراكه لازمة الامة الاسلامية التي كانت تمر بها في القرن العشرين ومن انقلابات على الشريعة الاسلامية.
وكان يعي تماما ما معنى الاستعمار وكيف لهذا الاستعمار ان يكون له سلطه على العالم الاسلامية، والجدير بالذكر ان ما يميزه عن غيرة هي أراءه الاستشرافية الناهضة والمستقبلية الاكيدة، وشجاعته النادرة وتصدية المتميز للجامدين والمعاندين والمقلدين وتضحيته أمام جحافل الفقهاء والمغفلين المتحدثين باسم الاسلام، تكوينه للنخب الدعوية ممن حملوا المشعل الدعوي الناهض من بعده وجرئته في الحق امام السلاطين والملوك والرؤساء وهذا ما ادى الى اعتقاله في عهد عبدالناصر في تلك الفترة.
يعد الغزالي من بين مجموعه قليلة من العلماء المسلمين من تخصص في العمل الدعوي واهتم كثيرا في اساليب الدعوة ومناهجه ووسائله واساسة مما ادى الى ابداعه في العمل الدعوي ، وكان له رؤية خاصه حول سبب نكبة الاسلام والمسلمين وهم العدو الخارجي الذي لابد من مقاومته والعدو الداخلي اخطر بكثير من العدو الخارجي لذلك دعوته جاءت منهاضه للإسلام والمسلمين وتدخل في عديد من المواضيع السياسي وذلك لأجل الامة الاسلامية ، كان الغزالي يركز في العمل الدعوي على النحو التالي ( فقه الذات ، وفقه المرجعية، وفقه لب التراث ومقصدة، وفقه الاخر المحتاج للإسلام).
استطاع ان يشكل مدرسة دعوية متميزة لأنه من الاشخاص الذين خدموا الدعوة الاسلامية وصاحب علم ومعرفة وأكثر دراية بالدعوة، وأهم ما قدمه الغزالي لخدمة الدعوة هي الخدمة من الناحية العلمية والنظرية ومدرسة الاخوان المسلمين ومدرسة المنار، كان له أثر خاص في الساحة الدعوية الاسلامية بل ان الكتب التي الفها الغزالي لا زالت الى الان تدرس في المدارس خاصه في الجزائر في ماده الدعوة الاسلامية في كلية الشريعة، أهم ما تركة الغزالي في الرحلة الدعوية انه استطاع ان يصور الاسلام بصورة حسنه امام الجميع.
أن اراء الغزالي حول المرأة أن المرأة كانت بالنسبة للغزالي تشكل مساحة من خريطة الفكر لدي الغزالي، بل انه خصص له كتاب كامل تحت عنوان (قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة)، اعطى للمرأة اهمية بالغه ككونها أحد اجزاء المجتمع الاسلامي، بل انه ذكر في فكرة ان المرأة لديها مكلفات كالرجل، وما من شيء يقوم به الإسلام وتعتز به أمته كلف به مسلم إلا كلفت المسلمة بمثله، غير أمور محصورات استثنيت النساء منها، ولا تهدم أصل المساواة في التكاليف الشرعية.
ذكر الشيخ الغزالي أن منطقة الشرق الاوسط هي الينبوع الذي تتفجر منه الرسالات كلها سواء رسالات الانبياء العرب كهود او صالح او شعيب او لوط أم الانبياء من بني اسرائيل او غيرهم من الانبياء كل هؤلاء الانبياء ظهروا في منطقة تعتبر منطقة حساسة يمكن ان تكون وضعا مناسبا لنا لإدارة المعركة فهي سلاح لنا وليست علينا لذلك نجد كل التيارات تهب من كل مكان ولكنها عندما تناوش جبلا اشم فهو صامد لا يتزحزح لذلك هذه المنطقة بإمكانها ان تقاوم كافه التيارات الوافدة ومدى المناعة الفكرية والنفسية المتوفرة حتى تصمد او تقاوم ولا بد المحاربة في عده جبهات للدفاع عن الاسلام من هذه الافكار الغير اسلامية والتي صنفها بانها تأتي الى البيت بالتربية والتعليم وصياغة التقاليد ، بل ان الغزالي امر ان يكون هناك امر بالمعروف ونهي عن المنكر وردع كل فكرة غربية تساهم في تدمير المجتمع ، والخوف لا يأتي من التيارات الوافدة اذا كان هناك سلاح مجهز من قبل الاسرة والمجتمع .
أن الشيخ محمد الغزالي لا زال الى الوقت الحالي أحد اهم المفكرين المسلمين في العصر الحديث خاصه في العصر الذي كثرت فيه الفتن وكثر فيه العدو الغربي ومحاولته لتغير المنهج الديني، لذلك كان الشيخ الغزالي يحرص تماما في رؤية المجتمع والامة الاسلامية والى ما يحدث حولها من اراء مختلفة ومحاوله الغزالي في جعل العمل الدعوي أحد اهم الاعمال التي لابد للمسلم ان يتحلى بها. بل ان الشيخ الغزالي كما ذكرت سابقا يتصف بمميزات تختلف عن مميزات العلماء في عصرة اذ انه ادرك ان العالم الاسلامي يواجه غزوا فكري وغزوا دينيا لابد من التصدي لها من خلال التحلي بالقيم الاسلامية والحرص على التربية والتعليم في البيت ومن ثم حرص المجتمع على التقييد بالتعاليم الدينية والشريعة الاسلامية ومواجه العدو بالتمسك بالدين الاسلامي ، ولأنه احد علماء العصر الحديث ركز على المواضيع السياسية ودور الدولة اتجاه الحكم وتكوين العلاقات الخارجية مع الغرب ، وعلاقه الدين الاسلامي بالعلاقات الدولية والاقتصاد، اهتم الشيخ الغزالي كثير بالمرأة المسلمة وكأنه يعي تماما ما سيحدث لها في الآونة الاخيرة وحرص على اصدار كتاب خاص للمرأة واهميتها في المجتمع واصلاحه واعتبارها جزء لا يتجزأ عن المجتمع .